بيروت - اتحاد درويش
رأى النائب عن كتلة «التنمية والتحرير» محمد خواجة في تصريح لـ«الأنباء» أن قرار وقف إطلاق النار في غزة الذي صدر عن مجلس الأمن الدولي وحمل الرقم 2728، لن ينفذ لأن الكيان الإسرائيلي رفضه منذ اللحظة الأولى لصدوره، وصرح أكثر من مسؤول إسرائيلي بأنه لا يعنيهم وحربهم على قطاع غزة مستمرة.
وقال: «لم يكن الأمر مفاجئا، لأن كيان العدو يعتبر نفسه فوق القوانين والشرائع والقرارات الصادرة عن المؤسسات الدولية، بما فيها مجلس الأمن والأمم المتحدة. وأتى تصريح وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن بأن القرار الأممي غير ملزم، ليزيد من تعنت إسرائيل واستخفافها بالقرارات الدولية. كما يشير إلى طبيعة العلاقات بين الولايات المتحدة الأميركية والكيان الإسرائيلي، والتي تشير بوضوح إلى أنه في حال حصول خلاف تكتيكي بينهما حول مسألة ما، فإن من يتراجع هو الأميركي، حتى (الرئيس) جو بايدن شخصيا، وهذا ما أثبتته المواقف خلال الأشهر الستة من حرب الإبادة على قطاع غزة».
وأشار خواجة إلى أن عدم استخدام الولايات المتحدة الأميركية للفيتو في مجلس الأمن ما سمح بمرور القرار2728، يعود إلى أسباب انتخابية لإدارة بايدن المحاصرة بضغط الرأي العام في الداخل والخارج، ولم يعد بمقدورها تغطية الجرائم الإسرائيلية علانية، رغم شراكتها للعدو الإسرائيلي في حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني.
كما أن موقف نتنياهو الرافض للقرار الدولي يظهره بصورة الرجل القوي غير الخاضع للإدارة الأميركية.
وردا على سؤال بشأن توسع الحرب ضد لبنان، قال خواجة إن من يرصد التصريحات الإسرائيلية بهذا الخصوص، يرى أن التهديد بتوسعة الحرب قائم على وتيرة متصاعدة منذ اكثر من خمسة أشهر. ورغم ذلك لم تصرف بفعل عملاني على الأرض مع تسجيل ضربات إسرائيلية في العمق اللبناني، تقابلها ضربات للمقاومة ضد أهداف إسرائيلية في شمال فلسطين وهضبة الجولان المحتل. «والأمور لاتزال تحت سقف الحرب الشاملة، والتي لها حسابات مختلفة عند الإسرائيلي العاجز عن تطويع قطاع غزة بعد ستة أشهر من القتال، رغم الدمار الكبير الذي لحق بالمساكن والمنشآت الطبية والإغاثية والخدماتية، وقتل وجرح أكثر من مئة ألف مواطن فلسطيني. والإسرائيلي يدرك جيدا أن كلفة الحرب الواسعة على لبنان والخسائر التي سيتكبدها ستكون أكثر بكثير مما دفعه في الحرب على غزة. وهذا هو السبب الأساسي الذي حال حتى الآن دون إقدام الإسرائيلي على تحويل الحرب المنخفضة السقف إلى حرب شاملة من دون أي ضوابط، ونحن في لبنان لم نكن يوما في موقع المبادر إلى الحرب، بل في موقع الدفاع عن أرضنا. ووجود إسرائيل بحد ذاته هو اعتداء على الشعب الفلسطيني والمنطقة العربية بتاريخها وثقافتها ومقدساتها».