نيفين ابولافي
على طريقة «الست كوم» تعرض حلقات مسلسل «عايلة اكرم عزالدين» والذي تدور حلقاته في حكايا متصلة منفصلة تحمل في طياتها مواضيع اجتماعية مختلفة تلامس المجتمع بقالب كوميدي، وقد سبق وأن قدم نجوم العمل تجربة موفقة على ذات النسق منذ عامين من خلال مسلسل «زواج الاربع» لنفس الكاتب عبدالعزيز صفر الذي برع في اسلوبه الخاص في تطويع الكوميديا من خلال الموقف لطرح عدة قضايا ومواضيع كانت هي جوهر كتاباته في عدة أعمال قدمها، ويبدو ان التناغم بينه وبين أبطال اعماله مثل خالد مظفر وعبدالعزيز النصار ونوف السلطان وآخرين كان سببا فاعلا في تحقيق التميز، وان لم تكن على امتداد كل حلقات الموسم الا ان تجربة «الست كوم» التي يقدمها وبهذا الطرح لافتة على طريقة «شر البلية ما يضحك» والتي قدمت في تجارب عربية كثيرة اشهرها مؤخرا «راجل وست ستات» للفنان أشرف عبدالباقي في مصر.
مثل هذا النوع من الأعمال دوما يتطلب حالة من اختزال القضية لطرحها من خلال موقف او قصة قصيرة كونها تتكئ على المشهد، وكأننا نقلب الأحداث بين صفحات كتاب مما يتطلب مهارة عالية لدى الكاتب والمخرج لتناول الطرح وعرض الصورة.
«عايلة أكرم عزالدين» يقدم حكاية شاب صحافي يحترم الإرث الثقافي، ولديه قيم عالية يسعى للحفاظ عليها، تضطره الأحداث للبقاء مع إخوته من أجل الميراث، ومنها تنطلق المفارقات الدرامية في أحداث متعددة وقضايا كثيرة اجتماعية، فهو يسعى إلى ان يكون مثاليا من خلال ردود أفعاله ومنها تنطلق قصة كل حلقة.
الفنان خالد المظفر الذي يجسد دور «اكرم» استطاع ان يقدم أداء جيدا للشخصية في طابعها الكوميدي، فهو يتمتع بأدوات مميزة في هذا الجانب الفني، متداخلا مع شخوص العمل كالفنانة نوف السلطان التي اثبتت من خلال أعمالها الفنية انها رقم صعب في الدراما المحلية لما تملكه من حس فني عال وأداء جميل.
نجوم العمل: بيبي عبدالمحسن وعبدالله الخضر لهما حضور فاعل، ولا يمكن اغفال التواجد الاستثنائي لضيوف شرف المسلسل مثل الفنان القدير محمد جابر وحسن البلام وخالد العجيرب وآخرين.
حدد المكان صورة ثابتة للأحداث، كونها تجري في أماكن محددة، وهي سمة أعمال «الست كوم»، الا ان المخرج محمد البلوشي كان قادرا على كسر جمود الصورة وخلق اجواء لطيفة للمشاهد دون ملل، وعلى الرغم من ضعف عدد قليل من الحلقات الا ان العمل عبارة عن وجبة خفيفة وفرجة مختلفة بالشاشة المحلية في رمضان.