- محاولات الشر الإرهابي بالداخل.. والأزمات والحروب بالخارج تفرض علينا مواجهة تحديات لم تجتمع بهذا الحجم عبر تاريخ مصر الحديث
القاهرة - خديجة حمودة
أدى الرئيس عبدالفتاح السيسي اليمين الدستورية، لفترة رئاسية جديدة لمدة ست سنوات، وذلك بمقر مجلس النواب بالعاصمة الادارية الجديدة وفقا لنص المادة 144 في الدستور المصري.
وفاز الرئيس في الانتخابات الرئاسية لعام 2024 بقرابة 40 مليون صوت تمثل 89.6% من مجموع الأصوات الصحيحة، وكانت أعلى نسبة مشاركة وتصويت في تاريخ الاستحقاقات الانتخابية في مصر.
وأدى الرئيس اليمين الدستوري عقب تلاوة المستشار د.حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب الرسالة الواردة من الهيئة الوطنية للانتخابات، بإعلان فوز الرئيس عبدالفتاح السيسي، فبدأت بعدها الإجراءات الكاملة لتنصيب الرئيس، وسط حضور أعضاء مجلسي النواب والشيوخ والحكومة وكبار رجال الدولة.
ووقف الرئيس السيسي، وتلا القسم الدستوري، ونصه كالتالي «أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصا على النظام الجمهوري، وأن أحترم الدستور والقانون، وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة، وأن أحافظ على استقلال الوطن ووحدة وسلامة أراضيه».
وفي كلمة عقب أداء اليمين الدستورية، قال الرئيس عبدالفتاح السيسي: لكم جميعا يا أبناء مصر الكرام خالص التحية والتقدير على تجديد الثقة لتحمل مسؤولية قيادة وطننا العظيم لفترة رئاسية جديدة.
وأضاف «أجدد معكم العهد على استكمال مسيرة الوطن وتحقيق تطلعات الأمة العظيمة، في بناء دولة حديثة ديموقراطية متقدمة في العلوم والصناعة والعمران والزراعة والآداب والفنون».
وتابع الرئيس موجها كلمته للشعب المصري: منذ اليوم الأول الذي لبيت فيه نداءكم.. وسعيت لتحقيق إرادتكم التي أعلنتموها جلية ساطعة مدوية وتحركنا معا كرجل واحد لإنقاذ وطننا من براثن التطرف والدمار والانهيار أقسمت أن يظل أمن مصر وسلامة شعبها العزيز وتحقيق التنمية والتقدم بها هو خياري الأول، فوق أي اعتبار.
وأضاف: لعل السنوات القليلة الماضية أثبتت أن طريق بناء الأوطان ليس مفروشا بالورود وأن تصاريف القدر ما بين محاولات الشر الإرهابي بالداخل والأزمات العالمية المفاجئة بالخارج والحروب الدولية والإقليمية العاتية من حولنا تفرض علينا مواجهة تحديات ربما لم تجتمع بهذا الحجم وهذه الحدة عبر تاريخ مصر الحديث وهي التحديات التي لم يكن لنا أن نصمد في وجهها، لولا عراقة شعبنا العظيم وما بذله من جهود خارقة، عبر السنوات الماضية، لإعادة بناء بلادنا وتقوية بنيانها بما يمكننا من اجتياز أية صعوبات.
وأوضح الرئيس في كلمته أهم ملامح ومستهدفات العمل الوطني، خلال المرحلة المقبلة، قائلا:
أولا - وعلى صعيد علاقات مصر الخارجية أولوية حماية وصون أمن مصر القومي في محيط إقليمي ودولي مضطرب، ومواصلة العمل على تعزيز العلاقات المتوازنة مع جميع الأطراف في عالم جديد تتشكل ملامحه وتقوم فيه مصر بدور لا غنى عنه لترسيخ الاستقرار، والأمن، والسلام، والتنمية.
ثانيا - على الصعيد السياسي استكمال وتعميق الحوار الوطني خلال المرحلة المقبلة، وتنفيذ التوصيات التي يتم التوافق عليها على مختلف الأصعدة: السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها في إطار تعزيز دعائم المشاركة السياسية والديموقراطية خاصة للشباب.
ثالثا - تبني استراتيجيات تعظم من قدرات وموارد مصر الاقتصادية، وتعزز من صلابة ومرونة الاقتصاد المصري في مواجهة الأزمات مع تحقيق نمو اقتصادي قوي ومستدام ومتوازن وتعزيز دور القطاع الخاص كشريك أساسي في قيادة التنمية والتركيز على قطاعات الزراعة، والصناعة، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والسياحة، وزيادة مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي تدريجيا، وكذلك زيادة مساحة الرقعة الزراعية والإنتاجية للمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي لمصر وجذب المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية لتوفير الملايين من فرص العمل المستدامة مع إعطاء الأولوية لبرامج التصنيع المحلي.. لزيادة الصادرات.. ومتحصلات مصر من النقد الأجنبي.
رابعا - تبني إصلاح مؤسسي شامل يهدف إلى ضمان الانضباط المالي وتحقيق الحوكمة السليمة.. من خلال ترشيد الإنفاق العام.. وتعزيز الإيرادات العامة، والتحرك باتجاه مسارات أكثر استدامة للدين العام، وكذلك تحويل مصر لمركز إقليمي للنقل وتجارة الترانزيت والطاقة الجديدة والمتجددة، والهيدروجين الأخضر ومشتقاته إلى جانب تعظيم الدور الاقتصادي لقناة السويس.
خامسا - تعظيم الاستفادة من ثروات مصر البشرية من خلال زيادة جودة التعليم لأبنائنا، وكذا مواصلة تفعيل البرامج والمبادرات، الرامية إلى الارتقاء بالصحة العامة للمواطنين، واستكمال مراحل مشروع التأمين الصحي الشامل.
سادسا - دعم شبكات الأمان الاجتماعي وزيادة نسبة الإنفاق على الحماية الاجتماعية، وزيادة مخصصات برنامج الدعم النقدي «تكافل وكرامة» وكذلك إنجاز كامل لمراحل مبادرة «حياة كريمة».. التي تعد أكبر المبادرات التنموية في تاريخ مصر بما سيحقق تحسنا هائلا في مستوى معيشة المواطنين.. في القرى المستهدفة.
سابعا - الاستمرار في تنفيذ المخطط الاستراتيجي للتنمية العمرانية واستكمال إنشاء المدن الجديدة من الجيل الرابع.. مع تطوير المناطق الكبرى غير المخططة، واستكمال برنامج «سكن لكل المصريين» الذي يستهدف بالأساس الشباب والأسر محدودة الدخل.