شبّه الرئيس الأميركي السابق ومرشح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية المقبلة دونالد ترامب نفسه بـ«مانديلا العصر الحديث»، في خطوة انتقدها بشدة معسكر منافسه الرئيس الديموقراطي جو بايدن.
وفي اطار مهاجمة ترامب بانتظام للقاضي خوان ميرشان المكلف ترؤس إحدى محاكماته الأربع، نشر ترامب منشورا طويلا جدا على شبكته «تروث سوشال» للتواصل الاجتماعي، فصل فيه بإسهاب ما وصفه بالقيود التي يفرضها عليه، متهما القاضي بـ«انتهاك القانون والدستور في الوقت نفسه». وقال ترامب «إذا كان هذا الدجال المنحاز يريد أن يزج بي في السجن لقولي الحقيقة الواضحة والجلية فسأصبح بكل سرور نيلسون مانديلا العصر الحديث، سيكون ذلك شرفا عظيما».
وسارعت حملة منافسه الرئيس بايدن، إلى انتقاد ترامب على هذه المقارنات. وبنبرة ملؤها السخرية، قالت المتحدثة باسم الحملة ياسمين هاريس في بيان «تخيل أن تكون أنانيا لدرجة أنك تقارن نفسك بنيلسون مانديلا».
لكن يبدو أن انصار ترامب لايعبأون بتلك الاتهامات والمحاكمات، إذ حصل على أكثر من 50 مليون دولار خلال أمسية ضخمة لجمع التبرعات في فلوريدا أمس الأول، في فصل جديد من «حرب التبرعات» الدائرة بينه وبين بايدن. ففي الحملة الانتخابية الأميركية تعد الأموال مصدر فخر للجانب الذي يجمع المبلغ الأكبر. وهي أيضا عائد لا غنى عنه في وقت يبدو أن انتخابات العام 2024 ستكون الاقتراع الرئاسي الأكثر كلفة في تاريخ البلاد.
وكان بايدن أقام أمسية ضخمة في نيويورك نهاية مارس جمع خلالها 25 مليون دولار، وهو «مبلغ قياسي» بحسب فريق حملته.
لكن ترامب تمكن السبت من جمع نحو ضعف ذلك المبلغ خلال الأمسية التي نظمت في بالم بيتش، على مقربة من مقر إقامته الفاخر في مارالاغو، مع إعلانه جمع أكثر من 50.5 مليونا.
وصرح الرئيس السابق الجمهوري «كانت الأمسية مذهلة حتى قبل أن تبدأ، لأن الناس أرادوا المساهمة في قضية، وهي جعل أميركا عظيمة مرة أخرى»، وأضاف «وهذا ما حدث».
ونظم هذه الأمسية الملياردير جون بولسن، أحد الرأسماليين القلائل الذين استفادوا من الأزمة المالية 2008-2009 بفضل رهاناته على انهيار سوق العقارات، والذي اعتبر أن هذا الحدث جعل من الممكن «جمع أكبر مبلغ دفعة واحدة في تاريخ» الحملات السياسية.
وسارع جو بايدن الذي يقدم نفسه بوصفه ممثلا للطبقة الوسطى، إلى انتقاد الحدث الذي ينظمه ترامب في منشور على شبكات التواصل الاجتماعي. وقال «ينظم دونالد ترامب حملة لجمع التبرعات مع مجموعة من المليارديرات من عالم المال الذين يريدون خفض الضمان الاجتماعي والرعاية الصحية بينما يقدمون لأنفسهم تخفيضات ضريبية».
ويحظى الرئيس الديموقراطي بمصادر تبرعات أفضل من تلك المتوافرة لمنافسه الجمهوري الذي يستخدم جزئيا الأموال التي جمعت من أنصاره لتغطية النفقات المرتبطة بالإجراءات القانونية المتعددة التي يواجهها.