بيروت - ناجي شربل
السلم الأهلي معرض للاهتزاز في لبنان في أي لحظة، لكن ذلك لا يعني ان الحرب عائدة بالضرورة.
معادلة أمكن التوصل اليها جراء التداعيات «على الأرض» التي تلت خطف باسكال سليمان منسق قضاء جبيل في حزب «القوات اللبنانية».
سريعا توترت الأجواء، وبدأت تحليلات للعملية وذيولها قبل مباشرة القوى الأمنية بإجراءاتها. وسرت حالة من الغليان امتدت من ساحل بلاد جبيل إلى ما كان يعرف بـ «الخط الأخضر» في العاصمة بيروت، لجهة الفصل بين شطريها أيام الحرب الأهلية.
وسجل انتشار كثيف لوحدات الجيش اللبناني ليلا في الطريق الفاصلة بين الشياح وعين الرمانة على تخوم ضاحية بيروت الجنوبية.
وأدت هذه الإجراءات إلى حذر شديد لمرتادي أماكن السهر في وسط بيروت وفي شارعي الجميزة ومار مخايل، اذ غادر الرواد بحلول منتصف الليل، قبل الموعد الروتيني المعتمد. وخلت المنطقة الممتدة من وسط بيروت حتى تقاطع مار مخايل ـ النهر من السيارات، وتم إطفاء أنوار الحانات والمقاهي.
في حين نزل مناصرو «القوات اللبنانية» إلى الاوتوستراد في جبيل والصفرا (كسروان) وقطعوه في وقت متأخر ليلا ثم صباح أمس. وواجه أهالي مدينة جبيل صعوبة في التنقل داخل الأحياء الداخلية للبلدة قبل ظهر أمس. وبادر البعض من الذين يعملون في بيروت إلى التوجه اليها ليلا والمبيت عند أقارب، كي لا يتخلفوا عن الدوام الوظيفي كل في قطاعه.
اما باخوس صاحب معرض لبيع الخضار والفاكهة في منطقة الجديدة بساحل المتن الشمالي، فبكر بالعودة من مسقط رأسه في رشعين قضاء زغرتا، حيث يمضي عطلة نهاية الأسبوع، وعبر «ع القد» من جبيل والصفرا قبل إقفال الطريق.
الأجواء المتوترة ليل أمس الأول، عرفت هدوءا في الفترة الصباحية، بعد إعلان الجيش اللبناني على منصة «إكس» انه «على أثر خطف المواطن باسكال سليمان بتاريخ 7 أبريل 2024، تمكنت مديرية المخابرات بعد متابعة أمنية من توقيف عدد من السوريين المشاركين في عملية الخطف، وتجري المتابعة لتحديد مكان المخطوف ودوافع العملية».
وأفيد بأنه تم العثور على هاتف المخطوف في بلدة تحوم الساحلية البترونية، على رغم إشارة معلومات سابقة إلى العثور على الهاتف في مسقط رأس المخطوف في بلدة ميفوق الجبلية الجبيلية.
حزب «القوات اللبنانية» ترك مسار الأمور للأجهزة الأمنية المختصة. وحضر رئيسه د.سمير جعجع ليلا إلى مركز منسقية الحزب في القضاء في بلدة مستيتا الساحلية على مدخل جبيل، حيث تجمع الآلاف من مناصري الحزب الذين حضروا من كافة المناطق اللبنانية.
وجاء حضور جعجع لتهدئة النفوس من جهة، ولتوجيه رسالة حاسمة مفادها «ان الخطف خط أحمر، وعلى من يريد ان يفهم فليهم ذلك» بحسب مصدر «قواتي» رفيع.
ولقيت عملية الخطف أوسع تضامن مع المخطوف وحزب «القوات اللبنانية» من كافة القوى السياسية. وكان إجماع على التمسك بالسلم الأهلي وعدم العودة بالبلاد إلى أجواء كانت قاتمة في ما مضى، خصوصا أيام الحرب الأهلية.