- التوترات المتزايـدة في المنطقـة ومشاكـل الاقتصاد الصيني المستمرة تعزز من جاذبية السبائك كملاذٍ آمن
- البنوك المركزية حـول العـالم تواصـل عمليات شراء المعدن الأصفر.. ما يؤكد الطلب القوي على الذهب
واصلت أسعار الذهب تحطيم الأرقام القياسية، حيث لامست مستوى 2400 دولار للأونصة خلال ختام تعاملات الأسبوع الماضي، وذلك في ظل التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط إلى تكثيف زخم شراء أصول الملاذ الآمن، لتبلغ مكاسب المعدن الأصفر منذ بداية العام الحالي نحو 15%، متجاوزا التقدم البالغ 13% المسجل طوال العام الماضي.
وأدى ارتفاع المعدن النفيس وتحركاته الضخمة في كثير من الأحيان إلى ترك بعض المتفرجين في حيرة من أمرهم، بسبب عدم وجود أي محفزات واضحة، خاصة أن التوقعات بشأن تخفيضات أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي أصبحت أكثر ضبابية في الأسابيع الأخيرة.
وتعزز التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط وأوكرانيا والمشكلات المستمرة في الاقتصاد الصيني من جاذبية السبائك كملاذ آمن، وكان بعض المستثمرين يبحثون عن الأمان بسبب الرهانات على أن التضخم قد يظل مرتفعا على المدى الطويل، ما يدعم ارتفاع الذهب، وقد أضافت عمليات شراء البنوك المركزية، بقيادة الصين، بعض الزخم الصعودي. وتوقع كبير محللي الأسواق في XTB هاني أبو عاقلة، في مقابلة مع «العربية Business»، وصول أسعار الذهب إلى مستويات قرب 2500 دولار للأونصة مدعوما بالتوترات الجيوسياسية، مضيفا ان ارتفاع الذهب لا يأتي مدفوعا بتوقعات تخفيض الفائدة فحسب، لكنه نتيجة العلاوة الجيوسياسية مع مشتريات قوية من البنوك المركزية. وقد سجل البنك المركزي الصيني صافي شراء لمدة 17 شهرا متتاليا، وبلغ إجمالي مشتريات البنوك المركزية صافي شراء للذهب، وتحول البنك المركزي التركي من البيع إلى الشراء وهو ما يدلل على وجود طلب قوي على الذهب.
وأوضح أن التوترات الجيوسياسية قوية جدا نتيجة احتمالية تدخل إيران في الحرب الحالية بالمنطقة، وأيضا أوقفت شركة لوفهتانزا الألمانية الطيران إلى طهران، معتبرا الاختلاف في السياسات النقدية بين البنوك المركزية، أحد العوامل المؤثرة في ارتفاع الذهب، حيث حدث خروج من الفائدة السالبة إلى الصفرية في اليابان وخفض للفائدة في سويسرا، بينما «المركزي» الأوروبي مرشح لخفض الفائدة أكثر من غيره.
من جهته، أيد الرئيس التنفيذي لشركة First Financial Markets، نديم السبع، النظرة الإيجابية للذهب، مشيرا إلى ارتفاع الأسهم والدولار والذهب معا بخلاف المعتاد في الأسواق، وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية.
وأضاف في مقابلة مع «العربية Business»، أن اتجاه الذهب صاعد، ولا توجد مستهدفات له حاليا لأنه يحقق مستوى تاريخي جديد، وعنده يحقق مستوى تاريخي آخر جديد، وتوقع وصول أسعار الذهب إلى مستويات بين 2400 و2450 دولارا للأونصة، وعند تلك المستويات قد نشهد ضغوطا بيعية.
واتفق السبع، مع الرأي السابق، بشأن الدور الكبير للبنوك المركزية لاسيما «المركزي» الصيني في ارتفاع أسعار الذهب نتيجة مشترياتها الكبيرة من المعدن الأصفر، موضحا أن الذهب في مسار صاعد على المدى البعيد وقد يصل إلى مستوى قياسي جديد، مشيرا إلى وجود مشكلة متوقعة في إنتاج الذهب وبالتالي توجد مشكلة في المعروض.
وكان قطب الأعمال المصري وأحد أبرز المستثمرين في الذهب نجيب ساويرس، قال إن زيادة البنوك المركزية من احتياطيات الذهب وسط الأزمات الجيوسياسية، يقابله انخفاض الإنتاج عالميا لنقص عدد المناجم المكتشفة، والفترة الطويلة التي يحتاج اليها المنجم من الاستكشاف إلى الإنتاج وتتراوح بين 6 و7 سنوات، وهو ما سيؤدي إلى نقص متوقع في الإنتاج خلال السنوات المقبلة مع زيادة الطلب.
وقد امتد زخم شراء الذهب إلى الفضة، إذ زادت أسعار المعدن الأبيض إلى 29.797 دولارا للأونصة، وهو أعلى مستوى منذ فبراير 2021، وتحوم مؤشرات القوة النسبية لكلا المعدنين على مدى 14 يوما بالقرب من 80 نقطة، وهو ما يتجاوز بكثير المستوى الذي يراه بعض المستثمرين في منطقة ذروة الشراء، ما قد ينذر بتوقف مؤقت.
وتقدم البلاتين والبلاديوم أيضا، حتى مع تداول مؤشر «بلومبيرغ» للدولار الفوري عند أعلى مستوى منذ نوفمبر، وعادة ما تكون العملة الأميركية القوية بمثابة رياح معاكسة للسلع المسعرة بالدولار، لأنها يمكن أن تقلل من اهتمام المشترين الأجانب.