دمشق - هدى العبود
كشفت الفنانة وفاء موصللي لـ «الأنباء» أن الدورة الفنية الرمضانية هذا العام شهدت عودة شركات الإنتاج المحلية والعربية للإنتاج الفني بسورية، بعد أن فرضت الدراما السورية نفسها على المشاهد العربي والمحلي ودول الاغتراب، قبل الأحداث التي ألمت بالبلاد مؤخرا، وقالت: هذا ما لاحظناه من خلال «تريند» المشاهدة للأعمال السورية المتنوعة، بدءا من دراما البيئة الشامية التي أصبحت تعرف بأنها الطبق الشامي المفضل للصائمين بعد نهار طويل من العمل والعبادة مرورا بدراما البيئة الاجتماعية المعاصرة والاجتماعية، ومن شاهد الفضائيات السورية يدرك معنى ما أصرح به.
وردا على سؤال يتعلق بالأعمال التي شاركت في بطولتها، وهل كانت ترقى إلى مستوى يرضيها ويرضي المشاهد، أوضحت: أنا شاركت بثلاثة أعمال فنية عرضت على الفضائيات العربية والمحلية، من أبرزها مسلسل «اغمض عينيك»، برأيي أن هذا العمل طرق الأبواب المغلقة محليا وعربيا وعالميا، ونظرا لأهميته فإن الجهات المعنية خصصت يوما رسميا سمي بـ «طيف التوحد» تقدم فيه مناقشات ودراسات علمية سلطت الضوء على هذه الحالة، وعندما جسدت دور «أم سلام» الطبيبة المختصة أكاديميا بهذا النوع من الأمراض فتح المجال أمام المشاهدين الاطلاع على نوع آخر من الأمراض الشائعة والصعبة والتي لا يستهان بها الا وهو مرض «متلازمة اضطراب ثنائي القطب»، علينا ألا نستهين به، وأتوجه للأسر التي يعاني احد أفرادها بهذا النوع من المرض أن يدركوا انه يترافق مع كآبة شديدة تصل حد الانتحار، علما أن المريض يتمتع بنوع من المزاج العالي من المرح، لكنه يتحول فجأة إلى إنسان يبكي، ونظرا للأهمية قمت أنا والمخرج مؤمن الملا والمعنيين الأطباء المختصين والمرضى، وصورنا العمل بمركز متخصص بهذا المرض بصبورة يعفور قرب دمشق، كما أتوجه من خلال صحيفة «الأنباء» الغراء لأعلن أن مرضى «طيف التوحد» يستطيعون الالتحاق بالتعليم في مراحله المختلفة، ويعتمد ذلك على عدة جوانب تشمل تقييم القدرات الإدراكية واللغوية لدى الطفل، وملاحظة شدة الأعراض السلوكية، والمهارات الاجتماعية، وبعد التقييم يمكن للطفل أن يكون في مدرسة عامة يتلقى العلم بين أقرانه الأصحاء ويكون مدمجا بالفصل بشكل كامل، وقد يحتاج بعض الأطفال لبرامج تعليمية.
وتابعت موصللي: اذا عدنا إلى تجربة جوليا باسكون في مقالها «الأيدي الهادئة» كشفت انها عندما كنت طفلة صغيرة أصبت بـ «طيف التوحد»، وعندما تكون متوحدا، لا ينبغي أن يساء إليك، ولكن ينبغي علاجك برفق، وقد نشر باري بريزانت كتابا في الآونة الأخيرة يشجع فيه الوالدين والأطباء على أن يعتبروا سلوك التوحد مثل الرفرفة باليدين والترديد اللفظي ليس مؤشرا على المرض، ولكن على أنه استراتيجيات للتكيف مع عالم يبدو مضطربا وطاغيا ولا يمكن التنبؤ به، المشكلة في التدخلات التي تركز على محاولة تقديم الطفل على أنه غير مختلف عن نظرائه تكمن في معاملة الطفل على أنه لديه مشكلة لا بد من حلها بدلا من أن يكون إنسانا يحتاج إلى من يفهمه، كما يقول بريزانت، ويضيف «هذه الطرق غالبا ما تفاقم المشكلة، والحل هو أن تسأل ما الذي يتسبب في هذه السلوكيات، وما الذي يدفع إلى هذه الأنماط من السلوك».
وعن رأيها في الأعمال السورية التي عرضت على الفضائيات العربية، قالت: الوسط الفني والثقافي والمقربون مني يعلمون جيدا أن هناك وضعا صحيا لوالدتي يمنعني من متابعة أغلب الأعمال الفنية، لكنني أعلن أن مسلسلات العنف التي قدمت على فضاءاتنا تتناقض مع أجواء العائلات لأنها تعرض بأوقات متعددة صباحا مساء، ومشاهدة شريحة من الاعمار كالمراهقين والشباب أحيانا يؤدي إلى تكوين جيل عنيف، ونحن بسورية عانى جيل كامل وحتى جيلين من العنف ترك تداعيات سلبية على نفوس أطفالنا فقد استبدلوا اللعبة والكتاب بلعبة الرشاشات والمسدسات، واذا ما قورنت هذه الاعمال التي حصدت «تريندات» منذ الحلقات الأولى بالأعمال الهادفة لكشف الأخطاء وتقويم السلوك المدمر أقول كفنانة وأم إن مسلسل «اغمض عينيك» هو الأفضل في دورة رمضان الماضي، وأريد أن أشكر الفنانة القديرة منى واصف وعودتها للحضن الفني السوري الثري، فعودتها أغنت العمل مع ثلة من النجوم السوريين.
وحول مسلسل «السراديب» بجزئه الثاني من «كسر عضم»، ردت: من يشاهد الأعمال الفنية السورية يشعر بتداعيات الحرب التي دامت 13 عاما وما زالت من خلال أقلام الكتاب والمخرجين السوريين، هذه الحرب بأوجاعها لم تندثر بعد من حياتنا، فنحن نعيش حاليا قذائف الهاون الاقتصادية، ونعيش الظلم العالمي والحصار لنا كسوريين، لكن ورغم الأوجاع أشعر بأننا ذاهبون نحو الأفضل.
أما عن مسلسل «الوشم»، فقالت موصللي: لأول مرة اعمل بمسلسل بيئة شامية يختلف كليا عن أدواري السابقة عندما كنت «نزيهة» بمسلسل «أبو كامل»، و«صالحة» في «أيام شامية»، و«فريال» من خلال «باب الحارة» الشهير، فمن خلال «الوشم» قدمت دور امرأة شامية متوازنة حكيمة لا أنطق الكلمة إلا بمكانها، زوجة زعيم الحارة الذي يهابه جميع أهل الحارة من شخصيات مرموقة تعمل على تأمين الحياة الكريمة لفقراء الحارة دون أن يشعروا بالمهانة والمذلة، فقد قدم المسلسل أحداثه من خلال خمس عائلات شامية عتيقة بعاداتها وتقاليدها، وكشف النقاب عن شهوة السلطة والمال بين الاخوة.