إذا أردنا تربية نشء مسلم يحب الله ورسوله، فليكن هذا منذ البداية، فيسهل على الطفل هذا الحب والتعلق به عند الكبر، فمرحلة الطفولة من أهم المراحل في حياة الإنسان وبناء شخصيته، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» قال صلى الله عليه وسلم: «كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت» فعلينا أن نكون القدوة الصالحة للأطفال في اتباع سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم، فعندما نفعل شيئا نقول لهم نحن نعمل هذا؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعمله، وأن يقص الوالدان على الأبناء قصصا من سيرته العطرة مع ما يتناسب مع أعمارهم المختلفة حتى يتعرفوا على الرسول وتتهيأ نفوسهم لمحبته والتعلق به.
وعلى الأم أن تقوم بتحفيظ طفلها حديثا شريفا قصيرا، وتوضح له معانيه وتحدثه عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ومواقفه مع الأطفال ومع الحيوان ومع الطيور ورحمته. وكذلك تعليم الطفل عند سماع الأذان الإنصات والصمت وتردد أمام طفالها وراء المؤذن ثم تبين له أن هذا من الآداب الإسلامية والخلق الرفيع، وأن تصلي دوما على الرسول أمام أطفالها، فيتشجع الطفل ويردد ما تقوله.
وعلى الأب والأم إحضار القصص الصغيرة المفيدة التي تتحدث عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وتعطي لكل طفل مكافأة عند حفظ الحديث الشريف، وأن نجعل لهم يوما في الأسبوع نقص عليهم معجزات الرسول ومواقفه مع الكفار ومع المسلمين، وماذا كان يحب وماذا يكره، وهكذا ينشأ الطفل على حب رسول الله ومعرفة سيرته واتباعها، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وولده ووالده والناس أجمعين».