سماح جمال
لطالما شهدت الساحة الفنية الكويتية فنانين استثنائيين على مر العصور، ولكن دائما كانت قلة من هؤلاء الفنانين من استطاع أن يحافظ على هالة النجومية خارج النطاق الفني الذي اشتهر فيه ويتعداه إلى ما هو أبعد من ذلك، ولنا هنا في الفنان نبيل شعيل مثال واضح يستحق التوقف عنده، فسنوات عمله في المجال الفني تجاوزت العقود الأربعة متواصلة مع تقديمه مختلف الألوان الغنائية والفنية، حيث مكنته موهبته وحضوره الطاغي الذي كان واضحا منذ ظهوره الأول من الوصول لها، بالإضافة إلى تقديمه عددا من الأعمال الفنية الوطنية جعلته يرتبط بأذهان الكثيرين بهذا اللون الوطني، والذي استطاع أن ينوع ويقدم فيه طفرة فنية حقيقية، وبطريقة بسيطة وقريبة من الجمهور.
نبيل شعيل نستطيع أن نطلق عليه الفنان النبيل الذي لم يقبل السقوط في أي من مراحله الفنية في دائرة الصراعات والإشاعات الفنية وغيرها حتى يتصدر المشهد، لكنه كانت لديه القدرة على التكيف بصورة سلسة ومن دون تصنع وتكيف مع معطيات الحياة والعصر الجديد وما تحكمها من أذواق وميول مختلفة وواضحة مع سيطرة كبيرة لمواقع التواصل الاجتماعي وما تحكمها من معاير خاصة بها وحدها، فاستطاع بكل عفوية أن يحجز مكانه عند هذا الجيل الجديد الذي استخدم صوره كاللغة للتحاور والتواصل، وكانت ردة فعله تجاه ذلك تنم عن ذكاء فني فكانت مليئة بالتقبل والرضا لما هي عليه الأمور دون تعنيف أو خطابات درامية مبالغ فيها، ولعل مثل هذا التصرف لا ينبع إلا من فنان واثق من نفسه ومن مكانته.
حتى عند دخوله إلى مجال تقديم البرامج التلفزيونية ببرنامجه «مع بو شعيل» استطاع النجاح في أكثر من موسم متتال ومحاورته للنجوم بطريقة بسيطة وعفوية فظهر بشخصيته، ولم يحاول تقمص شخصية المحاور أو يتكلف في حواره كما يحدث مع بعض الفنانين عندما ينتقلون إلى كرسي المذيع.
«بو شعيل» حالة فنية خاصة لا يوجد لها مثيل وغير مكررة، فالشهرة لم تبتلعه وتعاقب السنين لم يجعله منسيا، بل إنه أكد على اسم وحالة فنية فريدة مرتبطة باسمه.