من وصايا القرآن الكريم التي أعجزت الأدباء في بلاغتها وأثرها الايجابي بالنفس في تربية الاطفال وتأديبهم بأدب القرآن الكريم وتجاوبهم مع اخلاقه الخالدة، وصية لقمان لابنه وهو يعظه فهي درس أخلاقي وأدب رباني مازال يعطي لاطفال كل عصر ما يتناسب مع حضارته ومعطياته، ولكل جيل ما يهيئه ويعده اعدادا قويا وصالحا يتجاوب مع هذه الحضارة وتلك المعطيات الحية بخلود القرآن الكريم.
قال تعالى: (وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن أشكر لي ولوالديك إلي المصير وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور ولا تصعر خدك للناس ولا تمشِ في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير) تصوير قرآني معجز يرسي قيما خلقية، وتشريعية لعلاقة النشء مع ربه في قضية التوحيد وعدم الشرك بالله وعلاقة النشء مع نفسه وعلاقته مع والديه وأسرته وعلاقته مع مخلوقات الله، كما توضح علاقة الأب بأبنائه فهو مسؤول عن رعيته، وبذلك تصلح الأسرة لتكون خلية قوية في المجتمع الاسلامي.