بيروت ـ بولين فاضل
نادرا ما تمر واقعة في لبنان من دون تسييسها، والأمر يبدو بديهيا في بلد يتنفس أهله السياسة حتى الاختناق.. الجديد هذه المرة سلك خط الطعام، واختلطت فيه نكهات التعليقات.
الجديد هو الترويج لأول مطعم إيراني في بيروت وتحديدا في عين المريسة، والمواقع التواصلية بطبيعة الحال كانت كفيلة بالحديث عنه، لاسيما أن المطبخ الإيراني مشهود له لذة أطباقه ونكهاته ومنها الكباب والأرز.
في بلدان أخرى، قد يكون افتتاح مطعم لبناني أو تركي أو إيراني أمرا عاديا، أما في لبنان «فالطعم» مختلف في ظل وجود معارضة لتوسع النفوذ الإيراني في لبنان من خلال «حزب الله». لذا، تحول خبر افتتاح المطعم إلى نقاش في السياسة و«تلطيش» وسخرية على طريقة اللبنانيين المعهودة، حيث أتى من قال هازئا «ييه شو بخلصنا هلق من فارس سعيد»؟ (رئيس المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني) أو أيضا «إن شاء الله ما تعرف مي شدياق» (الوزيرة «القواتية» السابقة المعارضة بقوة لحزب الله)، إلى من اعتبر أن الانقسام العمودي في لبنان في ذروته لدرجة أن يغص البعض بأي لقمة ولاسيما الإيرانية منها.
وفي الخلاصة، يمكن القول إن لبنان اليوم بات فصائل وأجنحة ومعسكرات وضواحي «وحارة كل مين إيدو الو» ولقمة سائغة للخارج إلى حد ترداد بعض اللبنانيين مقولة «أكلتنا إيران».