دمشق - هدى العبود
بحضور وزيرة الثقافة السورية د.لبانة مشوح، أحيت فرقة «دمشق» لموسيقى الجاز، بقيادة الموسيقي دلامة شهاب، احتفالا موسيقيا بمناسبة اليوم الدولي للجاز، وذلك على خشبة مسرح الدراما بدار الأسد للثقافة والفنون بدمشق.
وتضمن برنامج الاحتفال تقديم 13 مقطوعة لأغنيات من أمهات هذا النمط الموسيقي، تعود لمؤلفين أميركيين وأوروبيين، حيث استمتع الجمهور بأداء مقطوعات أظهرت قدرات الفرقة في تحقيق التواؤم العالي بين الآلات النفخية والإيقاعية مع البيانو والهارموني المختلف عن الطابع الغربي.
وشكلت الأمسية فرصة للتواصل بين الموسيقيين من أعمار مختلفة، ومنهم من صعد خشبة المسرح لأول مرة مع أساتذة متخصصين في المعهدين العالي للموسيقى وصلحي الوادي، وجاءت فقرات البرنامج جذابة لجمهور جله من الشباب الذي تستهويه أغاني الجاز لما فيها من حيوية وحماسة.
ومن المعروف أن موسيقى الجاز نشأت في أميركا بالمجتمعات الأفريقية - الأميركية في بدايات القرن الماضي، وهي موسيقى لعامة الشعب وليست للخاصة من الطبقات البرجوازية، لكنها تطورت وانتشرت عالميا، وأصبحت موسيقى راقصة، وتفرعت عنها أنماط موسيقية مختلفة تعتمد على بعض الارتجالات مثل الجاز الحر ومن ثم الجاز فيوجن.
ولموسيقى الجاز تأثير كبير في الموسيقى التصويرية، فارتبطت بأنواع من الأفلام الأميركية، كما أنتجت عنها بعض الأفلام التوثيقية التي تعنى بالسير الذاتية لأشهر مؤلفيها، مثل فيلم «ميلز أهيد - أمامنا أميال» عن حياة أسطورة موسيقى الجاز مايلز ديفيس.
وعمد المايسترو دلامة شهاب، إلى اختيار أنماط مختلفة من موسيقى الجاز مطعمة بالهادئة والصاخبة للجاز الحر والجاز فيوجن والهارد بوب وغيرها، على تأثير آلة الساكسفون الأكثر التصاقا بموسيقى الجاز، إلى جانب آلات فرقة دمشق المؤلفة من الآلات النفخية النحاسية الترومبيت والبوق والتوبا والنفخية الخشبية الفلوت والكلارينت مع البيانو والغيتار والدرامز والإيقاع، بمشاركة عازف الساكسفون أحمد ناصح، كما تناوب العزف على البيانو لانا علوش وقيس الصفدي.
وتميزت الأمسية بارتجالات للدراما والإيقاع خاصة مع صولوهات للآلات بالتتابع وفق الأغنيات والمقطوعات.
وقد افتتحت الأمسية بمقطوعة «سينك - سينك - سينك» لبوني كود مان بتأثير الإيقاع ومن ثم ارتجالات الدرامز تمهيدا لدخول آلات الفرقة، وتخلل فاصل إيقاعي ألحانها الحيوية الصاخبة مع امتدادات لحنية للساكسفون بجمل لحنية طويلة إلى جانب الترومبيت والفرقة، لتتغير الأجواء مع الجاز الهادئ وأغنية «باك تو باك المتابعة» لإيمي ون هوسي قدمتها أليسار جمعة بدور البيانو والترومبيت، أما أغنية «فيلنك كود شعور جيد» لميشيل بيوبل، بصوت يوسف شرباتي، فتميزت بصولو الفلوت وضربات الدرامز الخفيفة، لتمضي الألحان مع الساكسفون والترومبيت والبيانو والفرقة ككل.
كما شغل فاصل البيانو حيزا في أغنية ليمبو جاز، لديوك إيلنكتون، بأداء لانا علوش، ليعزف قيس الصفدي على البيانو بهذه المقطوعة ذات الإيقاعات السريعة، ثم مقطوعة «مام بوب» لآرتو ساندوفال، وأخذ فيها الترومبيت دوره كلحن أساس، وجاءت مقطوعة «شيكن» لجاكو باستوريز.
وغنت لانا علوش أغنية «ميد أباوت يو- صنع لأجلك» لأغنية «هوفير هونس»، وعزف قيس الصفدي على البيانو.
يذكر أن فرقة «دمشق» لموسيقى الجاز تأسست عام 2018، وتضم عازفين ذوي خبرة واسعة بهذا النمط، وشاركت مع أوركسترا الجاز السورية عام 2005 بمعظم حفلاتها، وتعمل الفرقة على تقديم أعمال كلاسيكية نموذجية من برامج الجاز العالمي، وهدفها الرئيس تقديم تجارب جديدة تسعى لربط موسيقى الجاز بالأنواع الموسيقية المختلفة مع التراث السوري.