تواصلت ردود الأفعال الدولية والإقليمية الإيجابية تجاه تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية كبيرة (143 دولة) على قرار يدعم أحقية دولة فلسطين في العضوية الكاملة بالمنظمة الدولية ويوصي مجلس الأمن بإعادة النظر في الطلب الفلسطيني بهذا الخصوص بعدما استخدمت واشنطن (الفيتو) ضده مؤخرا.
ورحب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي بقرار الجمعية العامة، وقال في بيان أوردته وكالة الانباء السعودية الرسمية «واس» إن التصويت على هذا القرار بغالبية واسعة «يأتي تأكيدا على الحق الفلسطيني في هذا الاعتراف لكي تمارس دولة فلسطين كل حقوقها ومهامها في المنظمة الدولية».
وأكد البديوي «الموقف الثابت لمجلس التعاون في دعمه للقضية الفلسطينية والتوصل إلى حل يقوم على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية».
وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان أوردته وكالة «واس» ان «هذا القرار يعبر بكل جلاء عن الاجماع الدولي مع الحق الاصيل للشعب الفلسطيني بتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة في اطار حل الدولتين»، داعية الدول في مجلس الامن إلى التحلي بمسؤولياتهم وعدم معارضة الاجماع الدولي.
ووصف المندوب الدائم لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة السفير محمد أبوشهاب القرار بـ«الخطوة التاريخية» نحو تصحيح الظلم الذي عانى منه الشعب الفلسطيني على مدى عقود.
كذلك رحبت كل من البحرين وقطر وسلطنة عمان بالقرار الأممي، باعتباره «يعكس الإجماع الدولي على دعم الحقوق التاريخية المشروعة للشعب الفلسطيني في تقرير المصير والحرية والعدالة والمساواة والاستقلال وإنهاء الاحتلال وفقا لقواعد القانون الدولي».
بدورهما، قالت وزارتا الخارجية المصرية والاردنية في بيانين منفصلين إن صدور هذا «القرار التاريخي» هو بمنزلة تجسيد لواقع وحقيقة تاريخية على الأرض واعتراف بحقوق شعب عانى لأكثر من سبعة عقود من الاحتلال الأجنبي، داعية جميع الدول التي لم تتخذ بعد قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية إلى أن تمضي قدما نحو اتخاذ هذه الخطوة المهمة والمفصلية لدعم القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.
ورحبت وزارة الخارجية التركية بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، معتبرة انه «أظهر مرة أخرى الدعم القوي من الأغلبية الساحقة في المجتمع الدولي لحق الشعب الفلسطيني بالحصول على دولته وحل الدولتين». كذلك، رحبت بالقرار الأممي العديد من دول العالم الأخرى، فضلا عن كل من: جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الاسلامي، ورابطة العالم الاسلامي، والبرلمان العربي. وكانت الجمعية العامة قد اعتمدت في دورتها الاستثنائية العاشرة أمس الاول القرار الخاص بالعضوية الكاملة لفلسطين بتأييد 143 عضوا مقابل اعتراض 9 أعضاء وامتناع 25 عن التصويت.
ويقر القرار الذي قدمته دولة الامارات نيابة عن المجموعة العربية وعدد من الدول الأخرى أن دولة فلسطين مؤهلة لعضوية الأمم المتحدة وفقا للمادة الرابعة من ميثاق الأمم المتحدة و«ينبغي بالتالي قبولها عضوا» في المنظمة.
رفض إماراتي لتصريحات نتنياهو
في هذه الاثناء، استنكرت دولة الإمارات تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي قال فيها إن الامارت يمكن أن تساعد في إدارة مدنية لقطاع غزة، معتبرة أنه «لا يتمتع بأي صفة شرعية» لاتخاذ هذه الخطوة.
وقال وزير الخارجية الإماراتي سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في منشور على منصة (إكس) إن بلاده «تستنكر تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول دعوة الدولة للمشاركة في إدارة مدنية لقطاع غزة القابع تحت الاحتلال الإسرائيلي».
وأضاف وزير الخارجية الإماراتي «تشدد دولة الإمارات على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لا يتمتع بأي صفة شرعية تخوله باتخاذ هذه الخطوة، كما ترفض الانجرار خلف أي مخطط يرمي لتوفير الغطاء للوجود الإسرائيلي في قطاع غزة». وشدد على ان «دولة الإمارات تؤكد على أنه عندما يتم تشكيل حكومة فلسطينية تلبي آمال وطموحات الشعب الفلسطيني الشقيق وتتمتع بالنزاهة والكفاءة والاستقلالية، فإن الدولة ستكون على أتم الاستعداد لتقديم كل أشكال الدعم لتلك الحكومة».
من جهة اخرى، واصلت القوات الجوية المصرية طلعاتها اليومية بالتعاون مع نظيرتها من الإمارات لتنفيذ أعمال الإسقاط الجوي المكثف لعشرات الأطنان من المساعدات الغذائية ومواد الإغاثة العاجلة على شمال قطاع غزة.
وافادت تقارير ميدانية بوجود نحو ١٠ آلاف فلسطيني تحت الانقاض بسبب القصف الإسرائيلي على القطاع.
عملية رفح قد تستمر شهرين
ميدانيا، دعا الجيش الإسرائيلي أمس إلى إخلاء مناطق جديدة شرق رفح جنوب قطاع غزة وأخرى في شماله، وذلك تمهيدا لتوسيع هجماته في المدينة.
وبالتوازي، شن جيش الاحتلال غارات جوية على مدينة غزة ومناطق متفرقة في وسط القطاع وشماله وجنوبه.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن «ما يناهز 300 ألف» شخص نزحوا من الأحياء الشرقية لرفح منذ أصدار أوامر بإخلائها في السادس من مايو الجاري مع بدء عمليات برية في المدينة.
وأوضح ان «ما يناهز 300 ألف شخص نزحوا إلى المنطقة الإنسانية في المواصي» إلى الشمال الغربي من رفح المكتظة بنحو 1.4 مليون فلسطيني.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن التقديرات في تل أبيب تشير إلى أن العملية العسكرية في رفح ستستمر نحو شهرين، وستتم على مراحل حيث يمكن إيقافها بأي لحظة حال التوصل لاتفاق بشأن المحتجزين في غزة.
وفي المقابل، بثت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس مقطعا مصورا لرجل محتجز رهينة في غزة، ظهر على قيد الحياة. وأعلن أبوعبيدة، الناطق باسم «كتائب القسام»، عن وفاة محتجز يحمل الجنسية البريطانية يدعى نداف بوبلابيل، وذلك «بعد استهداف صهيوني لمكان احتجازه قبل شهر».
وقال أبوعبيدة في كلمة أمس «الأسير نداف بوبلابيل البالغ 51 عاما تدهورت صحته ولقي مصرعه لعدم تلقيه الرعاية الطبية بسبب تدمير العدو للمستشفيات» في قطاع غزة.
وعلى إثر ذلك، وجهت عائلات الأسرى الإسرائيليين «نداء استغاثة» إلى حكومة نتنياهو، شددت فيه على ضرورة التوصل إلى اتفاق هدنة وتبادل للمحتجزين مع حركة «حماس»، مؤكدين أنه لم يعد هناك وقت للانتظار.