كما في كل موسم او مناسبة تحتاج لشراء ملابس جديدة، يعود السوريون إلى ملاذهم في أسواق الألبسة المستعملة «البالة».
وقد أنعش ارتفاع أسعار الملابس الجديدة مع اقتراب فصل الصيف، أسواق «البالة»، إذ شهدت الفترة الماضية إقبالا من قبل الأهالي الساعين لتأمين ملابس صيفية.
ولاحظ التجار وجود إقبال على سوق «البالة» بسبب تفاوت أسعارها مقارنة بالألبسة الجديدة التي يبلغ سعر أقل قطعة فيها 150 ألف ليرة سورية.
وسجلت أسعار الملابس الصيفية في سورية ارتفاعا هذا العام، حيث وصل سعر الكنزة نصف كم إلى 150 ألف ليرة، وتراوح سعر بنطال الجينز بين 180 و200 ألف ليرة، والفستان بين 175 و260 ألف ليرة، وفقا لموقع «أثر برس».
ونقل الموقع عن موظفة حكومية في دمشق قولها إنها تشتري ملابس «البالة» من سوق الإطفائية من دمشق، حيث تباع الألبسة بسعر يتناسب مع وضعها الاقتصادي، مشيرة إلى أنها تختار يوم السبت للتسوق لكون البضائع تصل إلى التجار في هذا اليوم.
وأوضحت شابة أخرى أنها تختار شراء ملابس «البالة» نظرا لارتفاع جودتها مقارنة بالمنتج المحلي، مضيفة: «القطعة تبقى جديدة لعشر سنوات، بينما الملابس التي تباع حاليا بالأسواق غير جيدة، حيث إن الألوان تتغير بعد فترة زمنية قصيرة، وبعد غسلها يصغر حجمها».
في المقابل يفضل أحد الشباب المهتمين بالموضة شراء الألبسة الجديدة على «البالة» بسبب ارتفاع أسعار القطع الجيدة فيها، قائلا: إن «سعر الحذاء الأوروبي يصل إلى 400 ألف وربما أكثر بحسب نوعية جلده، في حين أن سعر الأحذية المصنعة محليا يتراوح بين 150 إلى 200 ألف ليرة، وفي حال تعرض الحذاء للتلف بعد عام من استعماله يتم إصلاحه وإعادة تدويره».
ويرجع تجار الملابس الأوروبية المستعملة ارتفاع أسعار بضائعهم إلى المبالغ الكبيرة التي يتم دفعها كرسوم جمارك على البوابات الحدودية، وبالتالي يضطر الباعة إلى تحميل هذه التكاليف على القطع التي أدخلوها.
ويختلف شراء الألبسة المستعملة من تاجر إلى آخر بحسب ميزانية كل منهما، ففي حال كان المبلغ المرصود للشراء كبيرا يمكن للبائع تسوق «البالة» بالكيلو، أما إذا كان مبلغه قليلا فإنه يضطر إلى الشراء بسعر أعلى بالقطعة.
الجدير بالذكر أن كثيرا من السوريين باتوا يقتصدون في الإنفاق على الملابس والاقتصار في عمليات الشراء على المناسبات والأعياد، وذلك بسبب تدهور الأوضاع المعيشية وانخفاض الدخل والانشغال بتأمين المواد الأساسية كالغذاء والدواء والمحروقات.