بيروت - عامر زين الدين
شغلت الحادثة الأمنية التي حصلت في منطقة كركول الدروز في العاصمة بيروت ليل أمس الأول الرأي العام اللبناني، بعد استهداف ثلاثة عناصر للحزب «التقدمي الاشتراكي» بإطلاق النار على مكان تواجدهم المعتاد في «سناك» بالقرب من المركز الحزبي، فأصابت الرصاصات مدير فرع كركول الدروز شادي جمال ومساعديه مهدي سنو واحمد محيو على نحو مباشر، وجرى نقل الثلاثة بحالة حرجة إلى المستشفى.
وأثارت الحادثة الشكوك وعلامات الاستفهام، في وقت نجح فيه «التقدمي الاشتراكي» في التموضع وسطيا والقدرة على التواصل مع جميع الأطراف، وقيامه بسلسلة مبادرات سياسية تخدم توجهاته.
وعلى الأثر تحرك «التقدمي» لمتابعة مجريات الحادثة ومعالجة تداعياتها، وصدر عنه بيان، لجهة «التمسك بحفظ الاستقرار واللجوء إلى الدولة وأجهزتها». ودعا «الأجهزة الأمنية والقضائية إلى اتخاذ جميع الإجراءات وتوقيف المعتدين ومحاسبتهم».
بدوره، أكد وكيل داخلية الحزب «التقدمي الاشتراكي» في بيروت باسل العود لـ «الأنباء» على «الثقة بالأجهزة الأمنية وبالقضاء». وطالب «بانتظار نتائج التحقيق ليبنى على الشيء مقتضاه».
وأضاف: «ثمة فرضية أولى، وهي ان تكون الحادثة جاءت ردا على توقيف هؤلاء الشباب قبل أيام أحد اللصوص من خارج منطقة كركول الدروز، اثناء محاولته سرقة امرأة فكانوا له بالمرصاد. لذا، يعتقد ان يكون الشخص نفسه الذي حضر إلى المكان على متن دراجة نارية ملثما، وأطلق النار من رشاشه الحربي باتجاههم. وسيتبين الأمر من التحقيقات معه بعد توقيفه فورا من قبل القوى الأمنية. اما اذا لم تظهر التحقيقات ذلك، عندها سيكون الأمر مثار علامات استفهام عدة ان في السياسة او غيرها». وكشف العود ان «أحد المصابين لا يزال على درجة من العناية المركزة، فيما الشخصان الباقيان في وضع اكثر استقرارا صحيا». وجرى تعميم عن الحاجة الماسة إلى وحدات من الدم في بنك الدم الخاص بمستشفى الجامعة الأمريكية في بيروت.
وسادت حالة من الغضب الشديد ليلا لدى أبناء منطقة كركول الدروز من الحزبيين والمناصرين والمدنيين، وحصلت وقفات استنكار للحادثة.