بيروت - أحمد منصور
أثمرت الجهود والمساعي المتواصلة لوزارة الثقافة مع ألمانيا عبر سفارة لبنان هناك، استعادة لبنان قطعة أثرية لبنانية، وتمثلت برأس «أشمون»، التي تعرضت للسرقة من لبنان في العام 1981.
وتسلم القطعة سفير لبنان لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية د.مصطفى أديب، من رئيس مكتب الشرطة الجنائية - فرع الممتلكات الأثرية والفنية في ولاية بافاريا كريستيان كلاين.
وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى، شدد لـ «الأنباء» على «أهمية هذا الإنجاز الكبير، في استرجاع قطعة من آثار لبنان، التي ترمز إلى تاريخه وحضارته المتعددة والمتجذرة، من خلال مختلف العصور والحقبات». وأثنى على «الجهود التي تكللت بنجاح بعد متابعة متواصلة مع الجهات المعنية في ألمانيا، وعبر وزارتي الثقافة والخارجية اللبنانيتين، والتي تعود إلى معبد أشمون الأثري، الذي يقع عند البوابة الشمالية لعاصمة الجنوب صيدا»، لافتا إلى ان الجنوب غني بالآثار التي تعود إلى مشهديات تاريخية، مرت عليه. وأكد المرتضى على «المضي قدما في متابعة هذا الملف مع بقية الدول، التي نقلت إليها الآثار اللبنانية، لاستعادتها ووضعها في موقعها ومكانها الصحيح والطبيعي في لبنان، بعد تأمين خارطة الطريق الآمنة لها إلى لبنان».
من جهتها، أصدرت وزارة الثقافة بيانا أشارت فيه إلى ان هذه العملية، «تأتي في سياق المبادرة التي قامت بها وزارة الثقافة اللبنانية، بالتعاون مع وزارة الخارجية اللبنانية ممثلة بالسفارة اللبنانية في برلين. وتوجهت السفارة بالشكر إلى كل من وزارة الخارجية الألمانية، الشرطة الجنائية في ولاية بافاريا ودار المزاد Gorney &Mosch وسيصار إلى شحن القطعة الأثرية المستعادة إلى لبنان بالطرق المناسبة وتسليمها إلى وزارة الثقافة». وتابع البيان: «الوزير المرتضى، كان قد وجه عبر وزارة الخارجية كتابا إلى السفارة اللبنانية في برلين لاسترداد قطعة أثرية مسروقة من لبنان، كانت مدرجة ضمن لائحة المزاد المنظم من Gorney & Mosh في مدينة ميونيخ الألمانية. وبنتيجة اتصالات سفارة لبنان في برلين مع الجهات الألمانية المعنية، تم سحب القطعة الأثرية وتسلمها من السفارة يوم الاثنين».
وأشار البيان إلى «ان رأس أشمون الأثري المستعاد مدرج على لائحة الجرد الخاصة بالمديرية العامة للآثار، وتم توثيقه وفق الأصول من العالم دونان الذي كان يشرف على الحفريات الأثرية في موقع بستان الشيخ بالقرب من مدينة صيدا. وقد أودع الرأس حينذاك في مستودعات صيدا، ثم نقل إلى مستودعات جبيل، حيث تمت سرقته بين 29 و30 تموز من العام 1981». والجدير ذكره ان، معبد أشمون يقع بالقرب من نهر الأولي، على بعد حوالي كيلومترين شمالي شرقي صيدا في الجزء الجنوبي الغربي من لبنان. وكان الموقع مشغولا منذ القرن السابع ق.م. وحتى القرن 8 م، ما يدل أنه كان على علاقة متكاملة مع مدينة صيدا المجاورة. وعلى رغم أنه شيد في الأصل من قبل ملك صيدا أشمون عازر الثاني في العهد الأخميني (529 - 333ق.م.) للاحتفال بثروة المدينة واستعادتها لمكانتها، إلا أن بودعشترت وياتان - ملك والملوك الصيدونيون اللاحقين، قاموا بتوسيع مجمع المعبد كثيرا فيما بعد. واستمرت عمليات توسيع المعبد لقرون عدة، انتقلت خلالها مدينة صيدا وجوارها من الاستقلال إلى السيطرة الأجنبية، ما جعل المعبد يزخر بكنز من الأنماط المعمارية والزخرفية المختلفة. ويتكون حرم المعبد من مستوى وفناء كبير محدود بحائط مصطبة ضخم مبني بالحجر الجيري.