أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس بتقدم قوات بلاده في منطقة خاركيف والسيطرة على بلدة تحمل رمزية خاصة في الجنوب على اعتبار أنها كانت من المناطق القليلة التي استعادتها أوكرانيا خلال الهجوم المضاد الذي شنته الصيف الماضي.
وجاء إعلان موسكو السيطرة على مناطق جديدة، في وقت أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مساعدات عسكرية أثناء زيارته كييف، مشيرا إلى أن واشنطن لم تمنع أوكرانيا صراحة من استخدام الأسلحة الغربية لضرب أهداف داخل روسيا.
ويعكس تقدم القوات الروسية على جبهتين، النقص الحاد في الذخيرة والقوة البشرية الذي يشل الجيش الأوكراني ويمهد الطريق أمام سيطرة موسكو على أراض أوكرانية جديدة.
وقال بوتين خلال اجتماع نقل عبر التلفزيون مع القادة العسكريين، بما في ذلك وزير الدفاع الجديد أندريه بيلوسوف، إن «قواتنا تعمل باستمرار، كل يوم، على تحسين مواقعها».
من جهته، ألغى الرئيس الأوكراني زيارات خارجية «في الأيام المقبلة» على ما أعلن المتحدث باسمه سيرغي نيكيفوروف. وكان من المقرر أن يزور مدريد الجمعة وبعدها لشبونة.
كما قال مكتبه إن الجيش يرسل تعزيزات لمنع روسيا من التوغل.
يأتي ذلك فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية السيطرة على عدد من القرى في منطقة خاركيف التي تقع فيها ثاني أكبر المدن الأوكرانية، كما أفادت أمس بأنها سيطرت على بلدتي غلوبيكي ولوكيانتسي.
وإضافة إلى ذلك، أعلنت موسكو استعادة السيطرة على قرية روبوتينه الواقعة في جنوب أوكرانيا، والتي كانت واحدة من المناطق القليلة التي استعادتها كييف خلال هجومها المضاد الذي شنته الصيف الماضي.
وكان زيلينسكي قد زار هذه القرية في فبراير، حيث أشاد باستعادتها واصفا الأمر بنصر كبير، في عملية شابتها انتكاسات.
وأدى تقدم القوات الروسية إلى إجلاء حوالى ثمانية آلاف مدني من المنطقة، حسبما أفادت خدمات الطوارئ الأوكرانية.
وقال متحدث عسكري في وقت مبكر أمس عبر التلفزيون الحكومي، إن القوات الأوكرانية اضطرت إلى الانسحاب في وجه الهجوم الروسي لتجنب تسجيل خسائر ولإنقاذ أرواح الجنود.
من جهتها، أفادت السلطات في فوفتشانسك بأن قتالا عنيفا يدور من شارع إلى شارع في البلدة الحدودية التي كان عدد سكانها قبل الحرب يقدر بنحو 20 ألف شخص.
وقال قائد الشرطة أوليكسي خاركيفسكي على وسائل التواصل الاجتماعي، «نحن هنا ونقوم بإجلاء الناس ومساعدتهم. الوضع في فوفتشانسك صعب للغاية».
كذلك، أعلنت وزارة الداخلية مقتل ثلاثة مدنيين في منطقة خاركيف خلال 24 ساعة بينما أفادت الشرطة الوطنية عن إصابة خمسة مدنيين بنيران روسية أمس.
وجاءت زيارة بلينكن بعد أسابيع فقط من موافقة الكونغرس الأميركي بعد طول انتظار على حزمة مساعدات مالية بقيمة 61 مليار دولار لأوكرانيا بعد أشهر من الجدل السياسي. ويعني ذلك الإفراج عن الأسلحة التي تشتد حاجة القوات الأوكرانية إليها خصوصا أنها تعاني من نقص في التسليح.
وقال بلينكن إن الولايات المتحدة ستفرج عن ملياري دولار من المساعدات الرئيسية. كما بدا كأنه يعطي الضوء الأخضر ضمنيا لضربات أوكرانية بأسلحة غربية على الأراضي الروسية.
وقال بلينكن «لم نشجع.. على توجيه ضربات خارج أوكرانيا، لكن في النهاية يتعين على أوكرانيا أن تتخذ قراراتها بنفسها بشأن كيفية إدارة هذه الحرب».