الاضطباع
من المعروف أن الحاج أو المعتمر إذا أراد الطواف حول الكعبة أن يظهر كتفه الأيمن ويغطي بالإحرام كتفه الأيسر. والسؤال: متى ينتهي هذا الوضع، لأن الملاحظ أن الكثير من الحجاج والمعتمرين يستمرون بلبس الإحرام بهذه الكيفية؟
٭ هذا هو المسمى بالاضطباع، وهو سنة في طواف القدوم عند جمهور الفقهاء، لما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم «طاف مضطبعا وعليه برد» وعن ابن عباس رضي الله عنهما «أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه اعتمروا من الجعرانة، فرملوا بالبيت وجعلوا أرديتهم تحت آباطهم، ثم قذفوها على عواتقهم اليسرى» (أبو داود 2/166) وينتهي هذا الاضطباع إذا انتهى الطواف، فيضع حينئذ إحرامه على كتفيه.
كشف وجه المرأة
أنا نويت الحج متمتعة، فهل يجب على المرأة أن تكشف عن وجهها فتخلع نقابها وهي محرمة، وبعد أن تنتهي من عمرتها، وحلت من إحرامها، تريد أن تطوف تطوعا حول البيت العتيق، فهل يجوز لها أن تطوف وهي منتقبة؟
٭ الأصل أن المرأة المحرمة لا تطوف بالبيت منتقبة، بل يحرم عليها ذلك لما رواه البخاري وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ولا تنتقب المرأة ولا تلبس القفازين» ويجوز لها أن تسدل جلبابها لتستر وجهها إذا مر عليها الرجال، لما روته عائشة رضي الله عنها قالت: «كان الركبان يمرون بنا ونحن محرمات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا حاذونا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها، فإذا جاوزناه كشفناه»، وأما إذا كانت المرأة غير محرمة، فيجوز لها أن تنتقب دون حرمة لما ورد أن «عائشة رضي الله عنها طافت وهي منتقبة».
نية الإحرام
هل يجوز أن ننوي الإحرام قبل أن نصل إلى الميقات وهذا من باب الاحتياط وخاصة عندما نؤدي الحج أو العمرة بطريق الطائرة.
٭ يجوز بإجماع الفقهاء أن ينوي الحاج أو المعتمر الإحرام قبل وصوله إلى الميقات، ولكنهم اختلفوا في الأفضل، فذهب أغلب الفقهاء إلى أن الأفضل هو نية الإحرام عند الميقات ويكره تقديمه عليه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أحرموا من المواقيت، وهم لا يفعلون إلا الأفضل.
وذهب الحنفية إلى أن الإحرام قبل الميقات أفضل واستدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من أهل من المسجد الأقصى بعمرة أو حجة غفر له» وروي عن عمر وعلي رضي الله عنهما في قوله تعالى: (وأتموا الحج والعمرة لله) (البقرة: 196) أن فيهما أن تحرم من دورة أهلك. وكل هذا جائز والاحتياط خاصة في الطائرة مطلوب لأن مرور الطائرة على الميقات سريع وقد يكون الحاج مشغولا أو نائما فيحرم من أول صعوده الطائرة احتياطا.