بيروت - منصور شعبان
قال رئيس «تيار الكرامة» النائب فيصل كرامي لدى سؤاله من «الأنباء» عما يؤشر البحث في الإسراع بوضع مشروع الأوتوستراد العربي على سكة التنفيذ، من زاوية ربطه عكار والمنية بمدينة طرابلس في شمال لبنان: «في هذا الإطار لا جواب محددا عندي، وليست لدي أي هواجس أو أبعاد مؤامراتية. الأوتوستراد العربي مطلب ومهم جدا على المستوى الاقتصادي، وهو ليس فقط مجرد ربط عكار والمنية بطرابلس، ولكنه أيضا ربط كل الشمال اللبناني وكل لبنان، بالتالي مع العالم العربي الأوسع وبوابته طبعا سورية».
وأضاف: «هذا لا يعني أن في هذا السؤال كلام ما بين السطور أو ما وراء السطور، بمعنى أن ربط هذه المناطق تحديدا وهي ذات أغلبية طائفية معينة يمكن أن يكون في سياق التحضير لدويلة ضمن مشروع الفيدرالية أو مشروع التقسيم! وأنا هنا أقول لا أحد يستطيع أن يقسم لبنان. ليست مسألة طرقات أو أوتوسترادات، وأكرر لا أحد يستطيع أن يقسم لبنان، إلا إذا فعل اللبنانيون ذلك بإرادتهم، وهم إن أقدموا على ذلك، فهم يدمرون هذا الوطن ويتسببون في كارثة كبرى ولن أشرح أكثر من ذلك.
كما أن ما بين سطور هذا السؤال هناك أيضا ما يشي ضمنيا بأن المشروع (مشروع الاوتوستراد العربي) إضافة إلى خدمة الفيدرالية المزعومة يؤسس لتوطين العدد الأكبر من السوريين والفلسطينيين في لبنان، وهذا أيضا كلام فارغ. أقرأ أحيانا مثل هذا الكلام وأعرف أن هناك مخططات وأحلاما وهي كوابيس في الواقع، لكن لن يوطن أحد في لبنان. أصلا الفلسطينيون راجعون بإذن الله، والسوريون سنعمل جميعا من أجل عودتهم إلى وطنهم».
وحول مستقبل لبنان في ظل عدم انتخاب رئيس للجمهورية حتى الآن، قال كرامي: «يخطئ من يعطي الجواب. كما يخطئ من يعتقد أن الشغور الرئاسي في لبنان أمر اعتيادي ومجرد فراغ في القصر الجمهوري في بعبدا وفي موقع رئاسة الجمهورية. هذا الشغور الذي امتد وطال هو فراغ دستوري، ويطول كل المؤسسات الدستورية في لبنان، وأكثر من ذلك يطول أيضا طبيعة الحياة السياسية ويهدد التوازنات اللبنانية المنبثقة من ميثاق العيش المشترك».
وتابع كرامي: «نحن لا نتطلع إلى مستقبل من دون رئيس على الإطلاق، خصوصا أن الدول الصديقة والشقيقة واللجنة الخماسية المعنية بهذا الملف، يجهدون لإطلاق أو لإقناع اللبنانيين جميعهم بالذهاب إلى نوع من التشاور أو نوع من الحوار الوطني للوصول إلى انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان. والكثير من الطروحات سواء المحلية والإقليمية أو الدولية تتطلب وجود رئيس للجمهورية لإبرام أي معاهدة أو للمشاركة في أي اتفاقية على هذا المستوى، لاسيما أن الأزمات اللبنانية المتراكمة والمتنوعة تتطلب إجراء هذه الاتفاقيات الدولية والإقليمية للخروج من النفق الذي دخلنا فيه. ولا أخفي أن المنطقة ذاهبة إلى مفترقات وإلى متغيرات بسبب الحرب الدائرة في غزة وفي كل فلسطين المحتلة. ومن الواضح أن هناك شكلا جديدا للمنطقة، أي أن منطقتنا التي ولدت من اتفاقية سايكس- بيكو بعد الحرب العالمية الأولى بعد التوزيعات التي أجرتها أو بعد التقسيمات التي أسهمت فيها عصبة الأمم أيضا، ستذهب إلى شكل جديد. وعلى لبنان أن يمتلك كل الشرعية الدستورية الداخلية ويحقق أعلى مستوى من الوحدة الوطنية، لنحمي وطننا ولنحافظ عليه وعلى استقلاله وسيادته وتوازناته وهويته».
وعن الحملة ضد النازحين السوريين، قال كرامي: «هذه الحملة غير مقبولة. لا شك في أن النازحين السوريين بهذه الأعداد الكبيرة يشكلون عبئا على لبنان الصغير، لاسيما أن لبنان يعاني من أزمات اقتصادية واجتماعية وسياسية لا حصر لها، ولكن هذا لا يعني أبدا أن اللبنانيين غير مرحبين بالإخوة السوريين أو بأي عربي آخر، لاسيما أن هؤلاء السوريين لديهم ظروفهم التي أجبرتهم على النزوح.
وأرى أن الحل الوحيد في برمجة عودتهم بالتنسيق بالدرجة الأولى مع الدولة السورية، ومن ثم إقناع الدول الغربية ومفوضية الأمم المتحدة للاجئين بدعم وتسهيل هذه العودة ولو على مراحل. أعود إلى الحملة التي تحمل شبهات عنصرية ومذهبية مقلقة وربما مرعبة، لأن الذين يقومون بها بعضهم يدرك وبعضهم لا يدرك أنهم يؤسسون لحرب أهلية تفوق أهوالها الحرب الأهلية التي شهدها لبنان على مدى 17 سنة».