عواصم - عامر زين الدين
استقبل الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، أمس في الدوحة، الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.
وقالت وكالة الأنباء القطرية «قنا» انه جرى خلال المقابلة استعراض آخر التطورات في لبنان ومستجدات الأوضاع في المنطقة.
ورافق وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط والسيدة نورا جنبلاط وعضو اللقاء الديموقراطي النائب هادي ابو الحسن.
وتناول البحث مع رئيس الوزراء القطري مجمل أوضاع المنطقة، خصوصا الوضع على الساحة الفلسطينية لاسيما الحرب على غزة والجنوب اللبناني، بالإضافة إلى الأوضاع اللبنانية. وأضاف البيان حول اللقاء، ان جنبلاط «ثمن الدور الذي تقوم به دولة قطر، خصوصا في السعي المستمر والمبادرات لوقف إطلاق النار في غزة، بالإضافة إلى دورها ضمن اللجنة الخماسية لمساعدة لبنان على تجاوز الأزمة الرئاسية».
وتأتي زيارة جنبلاط إلى الدوحة، في محاولة لتحريك الملفات العالقة خصوصا فيما يتعلق بالفراغ الرئاسي، إلى فصل المسارات بين لبنان وغزة.
وشرح جنبلاط خلال اللقاء مع الجالية اللبنانية الذي تولت تحضيره السفيرة في قطر فرح بري، وجهة نظره إزاء القضايا المطروحة وأهمية الدور الذي يمكن ان تقوم به قطر لفاعليتها عربيا ودوليا، وهذا ما كان سبق وأكد عليه بعد أسابيع قليلة على زيارته فرنسا ولقائه الرئيس إيمانويل ماكرون. وهذا المسار الحواري الذي يقوم به جنبلاط يصب في النهاية بحسب ما كشف مصدر في «التقدمي» لـ «الأنباء» نحو «الدفع باتجاه التسريع لإيجاد الحلول الممكنة للأزمة اللبنانية».
وتابع المصدر: «نأمل ان تؤتي الزيارة ثمارها الإيجابية، غير تلك المتصلة بطبيعة تلبية الدعوة القطرية وأهميتها، والتي يعول على دورها مع اللجنة الخماسية وعربيا، بما تعنيه للواقع اللبناني للتوصل إلى النتائج المنشودة».
وكان جنبلاط طالب في كلمته أمام الجالية بـ «الحفاظ على اتفاق الطائف، ونرى إمكانية لتحسين بعض من نقاطه أو تطبيق ما تبقى منه، خاصة فيما يتعلق باللامركزية الإدارية، وضد التقسيم». وتوجه إلى الحضور قائلا: «حافظوا على الوحدة الوطنية وامتثلوا للقانون، ونحن سنتابع الجهود المضنية الجبارة التي يقوم بها الرئيس نبيه بري فيما يتعلق بمحاولة فصل المسارات بين لبنان وغزة، تفاديا للمزيد من الدمار والخراب والتهجير والاغتيالات في جنوب لبنان، لأن البعض في لبنان وكأنه نسي ان هناك جنوبا للبنان.
واعتبر ان «الحرب ليست إلا في بداياتها، وستستمر إلى آخر العام وربما تتجاوزه، وحتى إلى بعد الانتخابات الأميركية».
وأضاف: «بقي كما فهمت من الرئيس بري 13 نقطة خلافية على الحدود بيننا وبين إسرائيل، والمطلوب وقف الاعتداءات. أتمنى أن تكون مزارع شبعا لبنانية، لكن لن تكون لبنانية إلا بعد ترسيم الحدود بيننا وبين السوريين».
وحول ملف اللاجئين السوريين، قال جنبلاط: «علينا ان نحدد نوع النازح قبل الذهاب إلى تلك الحملات العشوائية المليئة بالكراهية، التي قد تسبب على مدى طويل انقساما عموديا في لبنان نحن بغنى عنه».
ونوه بالدور القطري قائلا: «قطر كانت وستبقى داعمة للبنان، وخاصة للقوى الأمنية والجيش اللبناني وهذا مهم جدا، من أجل وحدة لبنان والأمن اللبناني. والبعض منا في لبنان في خضم هذه المستجدات يحطم بالمؤسسات وهذا غير مفيد، فهناك مؤسسات فاعلة في المخابرات اللبنانية وفي الأمن العام والمعلومات، وعلينا تثبيتها وتدعيمها من اجل سلامة المواطن ثم تتحسن الظروف».
وعن الانتخابات الرئاسية، قال جنبلاط: «لا بد من توافق القوى السياسية بمساعدة اللجنة الخماسية كي تنتظم الأمور فننتخب الرئيس وفق الحوار والتسوية».