رحبت الدول العربية والإسلامية بقرار النرويج وإسبانيا وأيرلندا بالاعتراف بدولة فلسطين، معتبرة أنه يمثل «خطوة مهمة وأساسية نحو حل الدولتين»، بينما أعربت إسرائيل عن استيائها الشديد واستدعت سفراءها في الدول الأوروبية الثلاث و«وبخت» سفراءهما لديها.
وأعلنت الدول الأوروبية الثلاث اعترافها بدولة فلسطين في خضم الحرب الإسرائيلية الدامية على قطاع غزة المستمرة منذ أكثر من 7 أشهر.
ورأى وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه أن الاعتراف بدولة فلسطين «ليس من المحظورات» بالنسبة لباريس لكنها تعتبر ان الظروف غير «متوافرة الآن ليكون لهذا القرار تأثير فعلي» على العملية الهادفة إلى قيام دولتين.
وبالتوازي، أفادت وثيقة أوروبية داخلية بأن الاتحاد الأوروبي يقترح عقد مؤتمر تحضيري للسلام في الشرق الأوسط دون مشاركة طرفي النزاع، وذلك بنهاية يونيو المقبل في أوروبا أو في دولة عربية، بحسب ما أورد موقع لـ«العربية نت» الإلكتروني.
وقد أعربت المملكة العربية السعودية عن ترحيبها بالقرار الإيجابي للدول الأوروبية الثلاث باعترافها بدولة فلسطين.
وقالت الخارجية السعودية في بيان بثته وكالة الأنباء الرسمية «واس» ان «المملكة تؤكد دعوتها للمجتمع الدولي - وعلى وجه الخصوص - الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن التي لم تعترف حتى الآن بالدولة الفلسطينية بأهمية الإسراع في الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 1967م وعاصمتها القدس الشرقية ليتمكن الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة وليتحقق السلام الشامل والعادل للجميع».
كما رحب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي بهذا الاعتراف، معتبرا انه «خطوة محورية وإستراتيجية نحو تحقيق حل الدولتين».
وجدد البديوي في بيان «التأكيد على الموقف الثابت والراسخ لمجلس التعاون في دعمه للقضية الفلسطينية والتوصل إلى حل يقوم على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة».
بدورها، اعتبرت الخارجية القطرية القرار الأوروبي «خطوة مهمة لدعم حل الدولتين وتحقيق السلام».
وقالت الخارجية المصرية ان هذا القرار «خطوة مقدرة تدعم الجهود الدولية الرامية إلى خلق أفق سياسي يؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».
وثمن وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي القرار، معربا عن امله في أن يكون «جزءا من تحرك أوسع يضع دول العالم كلها ودول المنطقة على طريق واضح باتجاه السلام العادل والشامل».
من جهته، وصف الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط القرار الأوروبي الثلاثي بأنه خطوة «شجاعة» و«تطور إيجابي».
وفي سياق متصل، قالت الرئاسة الفلسطينية إن قرار الدول الأوروبية الثلاث سيسهم في تكريس حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره على أرضه.
من جانبها، رأت حركة «حماس» في القرار «خطوة مهمة على طريق تثبيت حقنا في أرضنا وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس».
وأعربت الخارجية التركية عن ترحيب أنقرة «الكبير» بالاعتراف الأوروبي الثلاثي بدولة فلسطين، مؤكدة أنه «خطوة بالغة الأهمية لاستعادة الحقوق المغتصبة للشعب الفلسطيني».
كما رحب البرلمان العربي بالقرار بوصفه «انتصار للعدالة وللقضية الفلسطينية»، ووصفته منظمة التعاون الإسلامي بـ «الخطوة التاريخية» التي «تساهم في تأكيد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني».
إسرائيليا، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية استدعاء سفراء إسبانيا والنرويج وأيرلندا لديها «للتوبيخ»، كما استدعت سفراءها من الدول الثلاث للتشاور.
وقال وزير الخارجية يسرائيل كاتس في بيان «سيذكر التاريخ أن إسبانيا والنرويج وأيرلندا قررت منح ميدالية ذهبية لقتلة حماس الذين اغتصبوا الفتيات وأحرقوا الأطفال».
وفي إطار ردود الفعل الاسرائيلية الانتقامية، اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير المسجد الأقصى المبارك، وقال إن «الدول التي اعترفت مؤخرا بالدولة الفلسطينية تعطي مكافأة للقتلة والمعتدين.. ولن نسمح بإعلان هذه الدولة».
وأعلن وزير الدفاع يوآف غالانت إلغاء قانون فك الارتباط بالكامل في شمال الضفة، بحسب ما أفادت اذاعة الجيش الاسرائيلي.
ويعني هذا القرار إعادة المستوطنات التي تم تفكيكها في 2005 في شمال الضفة، وهي: غانيم وكاديم وحوميش وسانور.
وقال غالانت: «بعد إقرار قانون إلغاء الانفصال في الكنيست في 20 مارس الماضي استكملنا الخطوة التاريخية»، مضيفا أن «تطبيق قانون فك الارتباط سيؤدي إلى تطوير المستوطنات وتوفير الأمن لسكان المنطقة».
وكان رئيس الوزراء النرويجي يوناس غار ستور قد اعلن أمس أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين اعتبارا من 28 مايو الجاري، وحذا حذوه نظيراه الإسباني بيدرو سانشيز والايرلندي سايمن هاريس.
و قال رئيس الوزراء الايرلندي سايمن هاريس في العاصمة الأيرلندية دبلن أمس «تعلن أيرلندا والنرويج وإسبانيا اعترافها بدولة فلسطين. وسيتخذ كل منا أي خطوات ضرورية على المستوى الوطني لتنفيذ هذا القرار»، مضيفا أنه «يوم تاريخي ومهم لأيرلندا وفلسطين».
أما على الصعيد الميداني في غزة، فقد شن الجيش الإسرائيلي ضربات جوية على القطاع لاسيما في مدينة رفح في الجنوب حيث وسع هجماته، وجباليا وحي الزيتون ومدينة غزة في الشمال، وفق شهود عيان.
وقالت مصادر محلية وطبية لوكالة أنباء (شينخوا) الصينية إن الطائرات والمدفعية الإسرائيلية قصفت عدة مناطق في القطاع من شماله إلى جنوبه. وقصفت المدفعية الاسرائيلية الأطراف الشرقية لمخيم النصيرات للاجئين وسط القطاع، بحسب ما أفاد شهود عيان. وسجلت وكالة فرانس برس حصول قصف مدفعي من جانب القوات الاسرائيلية داخل رفح وفي محيطها.
وأعلن الجيش الإسرائيلي انه قتل أحمد ياسر القرا، وهو ناشط بارز في «حماس» في مجال الصواريخ المضادة للدبابات وشارك في هجوم 7 أكتوبر.
في المقابل، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لـ«حماس» في بيانات منفصلة أن مقاتليها استهدفوا القوات الإسرائيلية في كل من: رفح وجباليا وبيت حانون وقاموا بتفجير عدد من آلياته، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف جنود الاحتلال.
جاء ذلك بعد ساعات من إعلان وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) تعليق توزيع المواد الغذائية في رفح بسبب «نقص الإمدادات وانعدام الأمن».
وفي شمال غزة أيضا، باتت استمرارية مستشفيين لا يزالان في الخدمة قرب مخيم جباليا للاجئين، مهددة بسبب تصاعد المعارك بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي «حماس».
وفي الضفة الغربية المحتلة، تواصلت العملية العسكرية الإسرائيلية المستمرة لليوم الثاني في جنين ومخيمها.