شكلت الحرائق التي التهمت آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية واحدة من أكثر الأخطار التي تواجه منطقة الجزيرة لاسيما محافظة الحسكة الملقبة بـ«سلة غذاء سورية» كونها تنتج الكمية الأكبر من محصول القمح على وجه الخصوص. وشهد هذا العام التهام الحرائق لمساحات قياسية من الأراضي منذ بداية موسم حصاد الشعير والقمح، بلغت 4190 دونما ما يقارب (419 هكتارا)، بحسب إحصائيات أوردها موقع «أثر برس» نقلا عن مصادره. وبذلك يتفوق هذا الموسم على موسم عام 2020 الذي كان أكثر المواسم التي شهدت حرائق خلال السنوات الأخيرة وأفضت حينها لخسائر قدرت بما يزيد على 4000 هكتار في المحافظات الشرقية عموما.
واعاد الموقع الحرائق لعدة اسباب منها الحوادث الاعتيادية كـ«تطاير الشرر من الآليات الزراعية أو أعقاب السجائر»، لكن السبب الأكبر هو المواجهات بين القوات التركية وقوات سوريا الديموقراطية «قسد» التي يهيمن عليها الأكراد، وسجلت قرية «كورزمات»، جنوب غربي مدينة تل أبيض، أعلى حصيلة خسائر خلال الموسم الحالي بواقع 3000 دونم من الأراضي الزراعية. كما أتلف نحو 500 دونم من الأراضي الزراعية في المحيط الشرقي لبلدة «عين عيسى»، بريف الرقة الاربعاء الماضي. وفي الأيام العشر الأخيرة سجلت حرائق في مناطق متفرقة من الرقة والحسكة ودير الزور، أفضت لخسارة نحو 350 دونما.