أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس من ألمانيا أن على أوروبا «التخلي عن السذاجة» و«حماية نفسها بشكل أفضل» على المستوى التجاري من خلال وضع «تفضيل أوروبي» في مجالات معينة، داعيا أيضا إلى «مضاعفة» ميزانية الاتحاد الأوروبي.
وقال ماكرون خلال كلمة من مدينة دريسدن في شرق ألمانيا الدولة المرتبطة بالتجارة الحرة، إن «أوروبا هي المكان الأخير حيث ننفتح على سائر أنحاء العالم من دون تفضيل أوروبي ومن دون قواعد».
ودعا الرئيس الفرنسي إلى مراجعة قواعد التجارة في مواجهة منافسة الصين والولايات المتحدة.
وقال «نحن بحاجة إلى استراتيجية أوروبية تبني تفضيلا أوروبيا في مجال الدفاع، والفضاء، وتبني استراتيجية شراء أوروبية وتسمح لنا بوضع قواعد تجارية» تضمن «المنافسة العادلة».
وتحدث ماكرون أمام شباب أوروبيين في اليوم الثاني من زيارة الدولة التي يجريها إلى ألمانيا، مدافعا عن رؤية لأوروبا تحمي صناعاتها المستقبلية بشكل أفضل.
ولكن تواجه هذه الاستراتيجية شكوك شركاء أوروبيين آخرين يخشون الدخول في دوامة من الحروب التجارية.
ويود الرئيس الفرنسي أن يتمكن الاتحاد الأوروبي من زيادة إنفاقه للحاق بالولايات المتحدة والصين وبالتالي تجنب التدهور الاقتصادي في مواجهة منافسيه الرئيسيين.
وقال «فلنضاعف ميزانيتنا الأوروبية، إما بحجم الميزانية أو من خلال استراتيجيات اقتراض مشتركة، أو من خلال أدوات موجودة» بهدف زيادة القدرة الاستثمارية للاتحاد الأوروبي.
وكان الرئيس الفرنسي توجه إلى شرق ألمانيا في اليوم الثاني من زيارته، للتخفيف من التوتر والدفاع عن أوروبا في صفوف الشباب قبل أقل من أسبوعين من الانتخابات الأوروبية.
ويقوم الرئيس الفرنسي بزيارة دولة لألمانيا مهد لها منذ وصوله أمس الاول بقوله إن الديموقراطية تمر «بأزمة» بسبب «بروز» التطرف و«الانجذاب إلى السلطوية»، داعيا إلى التوجه إلى صناديق الاقتراع «للدفاع عنها».
ويواصل تاليا في ألمانيا حملته للانتخابات الأوروبية فيما قائمة معسكره تتخلف كثيرا عن لائحة التجمع الوطني الفرنسي اليميني المتطرف في استطلاعات الرأي للانتخابات الأوروبية في التاسع من يونيو.
وأكد الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير خلال مؤتمر صحافي مشترك «نشعر بأنه لا يمكننا أن نكتفي بالمكتسبات التي حققناها، بل علينا الدفاع عن كل ما نعتبره مهما بالنسبة إلينا».
وصباح أمس، توجه إيمانويل ماكرون وزوجته بريجيت برفقة نظيره الألماني وزوجته إلى نصب المحرقة الكبير في قلب برلين حيث وضعوا أكاليل من الزهر.
ورافقهم في هذه الزيارة سيرج كلارسفلد الذي طارد مع زوجته بيتي النازيين الذين أفلتوا من العقاب خلال الحرب العالمية الثانية. وشدد كلارسفلد على أهمية هذه اللحظة فيما تعود معاداة السامية بقوة إلى أوروبا تغذيها معارضة الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة.
وشدد الرئيس الألماني على ان «شرق ألمانيا هو أيضا في وسط أوروبا التي تتأثر بشكل متزايد بعد عشرين عاما على توسع الاتحاد الأوروبي شرقا، بتجارب الشرق الأوروبي»، موضحا أنه يعني بذلك «آمال هذه المنطقة ومخاوفها» مرحبا بقرار الرئيس الفرنسي زيارة المنطقة.
وكان إيمانويل ماكرون استهل أمس الاول أول زيارة دولة يجريها رئيس فرنسي لألمانيا منذ ربع قرن، بالدعوة للدفاع عن الديموقراطية في مواجهة النزعة القومية في الانتخابات الأوروبية المقبلة.
وحضر ماكرون مهرجانا للديموقراطية في أولى محطاته في ألمانيا، وقد حذر رفقة الرئيس الألماني من «انبهار بالاستبداد يتنامى» في الدولتين الرئيسيتين في الاتحاد الأوروبي.
وقال ماكرون «ننسى في كثير من الأحيان أنها معركة» لحماية الديموقراطية. ولفت إلى أن القوميين لو كانوا في السلطة في أوروبا في السنوات الأخيرة «لما كان التاريخ على ما هو عليه»، مشيرا إلى قرارات متصلة بجائحة كوفيد والحرب الروسية - الأوكرانية.
وقال الرئيس الألماني «نحن بحاجة إلى تحالف للديموقراطيين في أوروبا»، مضيفا أن ماكرون «محق في إشارته إلى أن الظروف اليوم قبل الانتخابات الأوروبية تختلف عن الانتخابات السابقة، لقد حدثت أمور كثيرة».