أعلن الجيش الكوري الجنوبي أن كوريا الشمالية أطلقت وابلاً من الصواريخ الباليستية القصيرة المدى في وقت مبكر أمس، بعد ساعات على إرسال بيونغ يانغ مئات البالونات المحملة بالقمامة عبر الحدود عقابا لسيول.
وجاءت عملية إطلاق الصواريخ بعد محاولة فاشلة قامت بها كوريا الشمالية لوضع قمر ثان يستخدم لأغراض التجسس في المدار الاثنين، بعد وقت قصير على عقد سيول وبكين وطوكيو قمة نادرة من نوعها ودعوتها لبيونغ يانغ للتخلي عن أسلحتها النووية.
وأشارت كيم يو جونغ شقيقة زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون النافذة أمس إلى أن البالونات التي تم إرسالها وذكرت تقارير بأنها تحمل فضلات حيوانات، كانت عبارة عن «هدايا مقدمة من القلب» للشطر الجنوبي، مؤكدة في بيان بأنها رد مبرر على الدعاية المناهضة لكيم التي يرسلها ناشطون نحو الشمال.
وردت كوريا الشمالية أيضا على مجلس الأمن الدولي الذي سيعقد اجتماعا الجمعة لمناقشة عملية إطلاق القمر الصناعي الفاشلة والتي شكلت انتهاكا لمجموعة عقوبات تفرضها الأمم المتحدة على بيونغ يانغ ترتبط بتكنولوجيا الصواريخ الباليستية.
وصباح أمس، أعلنت هيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية رصد إطلاق «ما يشتبه بأنها نحو عشرة صواريخ باليستية قصيرة المدى» باتجاه المياه في شرق شبه الجزيرة الكورية.
وأوضحت أن الصواريخ حلقت مسافة 350 كيلومترا تقريبا، مضيفة أنها تعمل على تحليل المعلومات بالتعاون مع الولايات المتحدة واليابان.
واعتبرت أن إطلاق الصواريخ يشكل «استفزازا يهدد بشكل خطير السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية».
وأكدت اليابان أيضا إطلاق الصواريخ إذ أفاد رئيس الوزراء فوميو كيشيدا الصحافيين بأن الصواريخ «سقطت على ما يبدو خارج المنطقة الاقتصادية الخالصة التابعة لليابان».
وقال المحلل الكبير لدى «معهد كوريا للتوحيد الوطني في سيول» هونغ مين لفرانس برس «إنه أمر غير مسبوق أن يتم إطلاق هذا العدد الكبير من الصواريخ القصيرة المدى بشكل متزامن».
وأضاف «يبدو أنه احتجاج الشمال على تعهد (نزع الأسلحة النووية) التي اتفق عليه في القمة الثلاثية والدعوة إلى اجتماع لمجلس الأمن الدولي لمناقشة عملية إطلاق القمر الصناعي»، مشيرا إلى أن بيونغ يانغ تتبع «نهج العين بالعين».
وأوضح أن جميع المؤشرات تدل على أن «هذا القرار اتخذ على أعلى مستويات منظومة صناعة القرارات».
وفي خطاب نشرته وكالة الأنباء الكورية المركزية في وقت متأخر أمس الاول، أكد كيم جونغ أون أن بلاده ستواصل مساعيها.
وقال «رغم فشلنا في تحقيق النتائج المرجوة من عملية إطلاق القمر الصناعي الاستطلاعي الأخيرة، علينا ألا نشعر إطلاقا بالخوف أو الإحباط بل أن نبذل جهودا أكبر».
وأفاد وفق نص الخطاب الذي ألقاه في أكاديمية علوم الدفاع «من الطبيعي بأن يتعلم المرء أكثر ويحقق تقدما أكبر بعد اختبار الفشل».
وامس أيضا، أصدرت كوريا الشمالية بيانا وصفت فيه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأنه «الأمين العام الأكثر جبنا والأضعف إرادة في تاريخ الأمم المتحدة»، وذلك قبل اجتماع مجلس الأمن الدولي لبحث عملية الإطلاق.