أوقف المرشحان لمنصب رئيس الوزراء في بريطانيا، رئيس الوزراء ريشي سوناك وزعيم حزب العمال المعارض كير ستارمر نشاطات حملتهما الانتخابية بمناسبة الاحتفالات بالذكرى الثمانين لإنزال الحلفاء في النورماندي، وذلك غداة أول مناظرة تلفزيونية بينهما يبدو أنها لم تسفر عن تفوق كبير لأيا منهما على الآخر.
وقبل أقل من شهر على موعد الانتخابات التشريعية المقررة في الرابع من يوليو المقبل، شارك زعيما الحزبين الرئيسيين في الاحتفالات انزل النورماندي مع المحاربين القدامى وأفراد من العائلة الملكية من بينهم الملك تشالز الثالث وولي العهد الأمير وليام، وذلك في مدينة بورتسموث بجنوب إنجلترا.
وبعد بداية حملة انتخابية صعبة، ظهر رئيس الوزراء المحافظ ريشي سوناك في موقع الهجوم خلال المناظرة التلفزيونية الأولى التي تواجه فيها مساء أمس الاول مع زعيم حزب العمال.
وركز الطرفان خلال المناظرة التي استمرت 70 دقيقة بلا غالب ولا مغلوب تقريبا، على الضرائب وتكاليف المعيشة والنظام الصحي المتداعي في البلاد، حيث حاول سوناك حث الناخبين على دعم استقرار حكومة المحافظين المستمرة، فيما حاول ستارمر تعزيز مكانته كمرشح مفضل، عبر القول إن بريطانيا في حاجة ماسة إلى التغيير.
وطوال المناظرة، أكد سوناك أن حزب العمال الذي يتموضع في اليسار الوسط «ليست لديه خطة» للبلاد، مشددا على أنه سيزيد الضرائب على الأسر البريطانية.
ولخص نتيجة المناظرة، روب فورد أستاذ العلوم السياسية في جامعة مانشستر، بقوله في حسابه على منصة «إكس»، قائلا: ان عدم حصول أي من الجانبين على ضربة قاضية يعد نتيجة جيدة لسوناك لأنه متأخر نسبيا في استطلاعات الرأي.
وأظهر استطلاع للرأي أعده معهد «يوغوف» أن 51% من المشاهدين للمناظرة رأوا أن سوناك البالغ 44 عاما، كان أفضل من منافسه العمالي.
ورأى معهد «سافانا» لاستطلاعات الرأي أن ريشي سوناك «تجاوز التوقعات» لكن كير ستارمر المحامي السابق البالغ 61 عاما كان الأفضل بنظر 44% من المشاهدين، ولاسيما على صعيد نظام الصحة في مقابل 39% لسوناك.
وقال الذين رأوا أن ستارمر كان مقنعا أكثر، إنه كان أهدأ من سوناك وأكثر صراحة بتأكيده أن كلام منافسه عن الضرائب «عبثية» وأن الوقت حان لوضع حد لـ «فوضى» مستمرة منذ 14 عاما رافقت حكم المحافظين.
ووجه سوناك نداء إلى الناخبين الذين قد يصوتون لحزب «ريفورم يو كاي» (الإصلاح) القومي والمناهض للهجرة بزعامة نايجل فاراج المؤيد «للبريكست» التي يهدد دخوله المدوي إلى الحملة خلال الأسبوع الحالي وضع المحافظين بعد أكثر.
وقال سوناك «التصويت لطرف آخر (غير المحافظين) سيرجح أكثر» فوز كير ستارمر، إذ ان حزب الإصلاح قد يحرم المحافظين من مقاعد رئيسية لصالح العماليين.