لم تأتِ الثقة السامية من صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله ورعاه، وتزكيته لسمو الشيخ صباح الخالد، حفظه الله، وتعيينه ولياً للعهد، من فراغ، بل إنها مستمدة من واقع المسيرة المهنية الطويلة لسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، الذي انخرط في العمل الميداني منذ وقت مبكر، وتقلد المناصب العليا في الكثير من الوزارات، وتحمل المسؤولية طوال هذه السنين، وكان لهذا العمل الأثر الكبير في صقل شخصيته الإنسانية والإدارية والميدانية، إذ إن سمو الشيخ صباح الخالد كان معاصرا لكثير من الأزمات التي مرت على الكويت، وكان في حينها مسؤولا قياديا نشطا وناجحا في العمل على تخطي هذه الأزمات.
وسواء كانت هذه الأزمات في الداخل أو الخارج، لم يكن لها أي أثر سلبي على أدائه وتعامله مع من هم حوله، حتى مع من يختلف معه في الرأي، فإننا نجده يبقي الباب مفتوحا من أجل الوصول إلى حل أو لتقريب وجهات النظر، وهذا إن على دل شيء، فإنه يدل على الحكمة وبعد النظر.
ومما لا شك فيه أن هذه المرحلة هي مرحلة إعادة تصحيح المسار من الناحيتين السياسية والإدارية والميدانية والحضارية على الصعيد المحلي أو الإقليمي أو الدولي. وعليه، فإن الأمر يحتاج إلى رجل صاحب خبرة عملية طويلة يستطيع من خلالها قراءة الواقع بما فيه من ثوابت او متغيرات او حسابات، وغير ذلك من الأمور اللازمة لهذه المرحلة.
وأنا على يقين بأن سمو الشيخ صباح الخالد هو الاختيار الأمثل لهذه المرحلة، فهو ومن دون مجاملة يعتبر الرجل المناسب في المكان المناسب، فهنيئا لنا بولي عهدنا الأمين سمو الشيخ صباح الخالد.
أسأل الله تعالى أن يسدد خطاه لما فيه الخير للبلاد والعباد، تحت قيادة صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله ورعاه.