أحيا القادة الغربيون أمس، على شاطئ أوماها في شمال فرنسا الذكرى الثمانين لـ«إنزال النورماندي» الذي قاد إلى انتصار «الحلفاء» على النازية ونهاية الحرب العالمية الثانية، فيما تشتعل الحرب مجددا في أوروبا مع الحرب الروسية الأوكرانية. ووجه الرئيس الأميركي جو بايدن وملك بريطانيا الملك تشالز الثالث ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو تحية للتضحيات الهائلة التي قدمها عشرات آلاف من الجنود في النورماندي إلى حيث وصلت طلائع الجنود الأميركيين فجر 6 يونيو 1944 وحيث خسر الحلفاء أكبر عدد من الرجال في مواجهة قوة النار الألمانية.
وقال الملك تشالز الثالث أمام النصب التذكاري البريطاني في فير سور مير الذي يطل على شاطئ غولد وهو إحدى مناطق إنزال القوات البريطانية «نستذكر الدروس التي تعلمناها، مرة أخرى عبر العقود: يجب على الدول الحرة أن تقف معا للتصدي للطغيان».
وتمنى أن «لا يتم تقديم مثل هذه التضحيات مجددا»، قائلا «امتناننا ثابت وإعجابنا أبدي».
أما الرئيس الأميركي فقال من جهته، إن الديموقراطية معرضة للتهديد الآن أكثر من أي وقت مضى خلال العقود الثمانية الماضية.
وأضاف في بلدة كولفيل- سور- مير الفرنسية، حيث أحيا ذكرى نزول القوات الاميركية «نحن نعيش في حقبة أصبحت فيها الديموقراطية معرضة للخطر في كل أنحاء العالم أكثر من أي وقت مضى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية».
وأضاف أن «الانعزالية لم تكن الحل قبل 80 عاما، وهي ليست الحل اليوم». من جهته، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي حضر الحفل البريطاني «لا أحد هنا في فرنسا يمكنه أن ينسى تضحياتكم».
بدوره، قال رئيس الوزراء الكندي إن العالم يجب أن يواصل الدفاع عن الديموقراطية. وأضاف في مراسم كندية في كورسول-سور-مير القريبة «الديموقراطية لاتزال مهددة اليوم. إنها مهددة من قبل المعتدين الذين يريدون إعادة رسم الحدود». وتابع «أسلوب حياتنا لم يأت بالمصادفة، ولن يستمر من دون جهد».
وأكد كريستوفر كافولي القائد الأعلى لحلف شمال الأطلسي لوكالة فرانس برس أمس، أن الناتو «مستعد للقيام بدفاع إقليمي جماعي»، مضيفا أن الدول الأعضاء في التحالف «تحتاج إلى بناء المزيد» من المعدات العسكرية لمواجهة التهديد الروسي المتزايد.
وكانت عمليات الإنزال التي نظمها الأميركيون والبريطانيون والكنديون بسرية تامة، مهدت الطريق أمام تحرير فرنسا وإلحاق الهزيمة بألمانيا النازية.
لكن بعد مرور 80 عاما على هذه العملية الضخمة، تتجه كل الأنظار نحو أوكرانيا التي تشهد منذ فبراير 2022 هجوما روسيا داميا لاتزال نتائجه غير محسومة.
وفيما حضر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للمشاركة في الاحتفالات، لم تتم دعوة أي مسؤول من روسيا خليفة الاتحاد السوفييتي الذي كان شريكا لبريطانيا والولايات المتحدة في الحرب العالمية الثانية. وكان الرئيس فلاديمير بوتين، حضر احتفالات العام 2014، رغم ضم شبه جزيرة القرم قبل ثلاثة أشهر، في إطار مساعي إحلال السلام. والتقى آنذاك نظيره الأوكراني بترو بوروشينكو بمبادرة من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.