بيروت - بولين فاضل
أصعب المهن هي تلك التي تضع أصحابها تحت الضوء، ربما لأن الأضواء لها سقف عمري في مجتمعنا الشرقي خلافا للمجتمع الغربي، لذا ثمة من يؤثر طوعا سحب نفسه منها قبل أن تخفت عنه قسرا وتترك في النفس غصة وحسرة.
ولعل هذا ما يفسر أن ممثلات لبنانيات نجمات بدأن منذ اليوم يفكرن وحتى يخططن للاعتزال، في مقابل من يرفض الفكرة ويصر على المضي قدما في تجسيد الأدوار ولو بلغ مرحلة تجسيد شخصية الجدة.
البداية مع الممثلة كارمن لبس التي تراودها كثيرا في هذه الفترة فكرة الاعتزال لكونها تمر بحالة من الملل تجاه مهنة ضحت، كما تقول، بحياتها من أجلها وخاضت معارك قاسية لتستمر فيها، لافتة إلى أنها تفكر بإطلالة تسمي فيها الأشياء بأسمائها ثم تعلن أنها ستجلس في بيتها ولا تريد من أحد بعد اليوم عرض أدوار عليها.
وبحسب كارمن، فهي تعبت من السباحة في مياه موحلة، وما عادت تحتمل المشاركة في عمل لتضيف اليه إنما تريد أدوارا تضيف اليها، لاسيما أنها تعتبر نفسها من أهم خمس نجمات في العالم العربي وبينها وبين التمثيل عشق وشغف لا يفسران.
بدورها تشعر الممثلة كارول عبود أن عمرها في التمثيل بات في آخره، وفي أي لحظة من اللحظات يمكن أن تتخذ القرار بإسدال الستارة والانسحاب.
وأشارت كارول، التي تألقت أخيرا في شخصية «ضحى» في مسلسل «ع أمل»، إلى ان الممثلات نوعان، نوع تنتمي اليه الممثلة السورية الكبيرة منى واصف و«يجوهر» في المهنة كلما تقدم في العمر، ونوع آخر تنتمي اليه ولا يتقبل منذ اليوم تجسيد أدوار الجدة وما شابه، وهو ما يجعلها تعيش قلق المهنة وتفكر بلحظة الاعتزال.
من جهتها، لا تفكر الممثلة ماغي بو غصن في الاعتزال ولا يراودها هذا النوع من الهواجس، لكنها تعيش في المقابل قلقا من أن يخونها جسمها ذات يوم فلا تعود قادرة على التمثيل، لاسيما أنها اختبرت المرض في مرحلة من المراحل وعرفت معنى الوهن والعجز.
الممثلة ورد الخال لا تريد أيضا الاعتزال وترفض الفكرة، وهي حاضرة للسير مع الزمن ومجاراة شكلها لترى كيف سيخدمها في أدوارها اللاحقة وكيف هي ستخدم هذه الأدوار، وتقول ورد إنها تتخيل نفسها في الستين أو السبعين وهي تجسد دور امرأة في هذه السن، على أن يكون دورا جميلا ومؤثرا في سياق الأحداث.
أما الممثلة نادين نسيب نجيم، فتردد دوما أنها تفكر بالاعتزال وهي في قمة النجاح، وهذا اليوم قد يكون قريبا.