القاهرة ـ مجدي عبدالرحمن
وافق مجلس الشيوخ أمس برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، على تقرير اللجنة المشتركة من لجنة الشباب والرياضة ومكاتب لجان: التعليم والبحث العلمي والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الطاقة والبيئة والقوى العاملة، والصناعة والتجارة والمشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر عن دراسة بعنوان «الشباب والذكاء الاصطناعي.. الفرص والتحديات»، مع إحالة الدراسة وما تضمنته من توصيات إلى رئيس الجمهورية.
وجاء قرار المجلس بعد استعراض النائب أحمد أبو هشيمة رئيس اللجنة المشتركة لتقرير اللجنة عن الدراسة سالفة الذكر، مع فتح باب المناقشة حول ما تضمنته الدراسة من محاور وتوصيات على مدار جلستين.
وأوضحت الدراسة أن الدولة المصرية أدركت جيدا أهمية الاستثمار في تنمية مهارات الشباب، خاصة في ضوء التحولات التكنولوجية، كما تعي القيادة السياسية جيدا ما تفرضه الأتمتة من تغيرات في خريطة الوظائف، وهو ما اتضح جليا من خلال توجيه الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال احتفالية عيد العمال 2023، مؤسسات الدولة وكل الجهات المعنية بالاستعداد لوظائف المستقبل، كما أكد على ذلك أيضا خلال مشاركته في المعرض الدولي للصناعة في أكتوبر 2023 بقوله: «الذكاء الاصطناعي هو المستقبل كله.. ومن يدرس هذا العلم ويكون موهوبا فيه لديه فرصة عمل في مصر وخارج مصر».
ورصدت الدراسة عدة تحديات تواجه الدولة المصرية في هذا الإطار، من بينها: زيادة الفجوة بين التعليم ومتطلبات سوق العمل، وانخفاض المهارات الرقمية داخل المؤسسات، وتحديات البنية التحتية الرقمية والحفاظ على بيئة ملائمة للتطورات التكنولوجية، وتحديات الخصوصية والأمان السيبراني، والتحديات الثقافية المرتبطة بتقليدية المجتمع ومقاومته للتغيير.
ولفتت الدراسة إلى أن الفترة المقبلة في مصر ستشهد الحاجة إلى عدد من الوظائف، منها: الوظائف الخاصة بتكنولوجيا المعلومات ومبرمجي الهواتف والمصممين والمحللين، فيما ستحتاج في المستقبل البعيد إلى وظائف كخبراء الفضاء والإنسان الآلي والذكاء الاصطناعي.
وأضافت الدراسة أنه في ظل ما يشهده العالم من تحولات عدة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية، والتي ألقت بظلالها على مختلف الدول، برزت مصطلحات التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي كجزء رئيسي من هذه التحولات، حيث لم يعد التحول الرقمي رفاهية يمكن الاستغناء عنها في الوقت الحالي، خاصة بالنسبة للمؤسسات والهيئات التي تتعامل مباشرة مع الجمهور.
وتابعت: أن مصر اتخذت العديد من الإجراءات وبذلت الكثير من الجهود في سبيل مواكبة هذه التطورات إدراكا منها بتأثير ذلك على مستقبل عملية توظيف الشباب في القطاعات المختلفة، إلا أن هذه الجهود لا تزال تحتاج إلى المزيد من الآليات لتدعيمها.