- الزيارات الرسمية بين البلدين تكتسب طابعاً خاصاً والعلاقات الثنائية على مدى أكثر من 130 عاماً تشكل منهجاً مميزاً ونموذجاً نادراً في العلاقات الدولية
- إنشاء مجلس التنسيق السعودي ـ الكويتي عام 2018 جاء تأكيداً للعلاقات المتفردة بين الكويت والسعودية
عبْر عقود طويلة سجل التاريخ في صفحاته عناوين نيرة بين دولة الكويت والمملكة العربية السعودية كتبت بخط الوحدة الصلب وبروح الروابط المشتركة لتعزز في ظل قيادتي البلدين أواصر المحبة ووشائج الأخوة والتقارب الرسمي والشعبي ووحدة المصير.
وتأتي زيارة سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد إلى المملكة أمس للمرة الأولى منذ تعيين سموه وليا للعهد لتؤكد متانة وامتداد هذه المسيرة الطويلة من العلاقات الثنائية وتفردها والسمات المشتركة بين البلدين.
ولسمو ولي العهد مسيرة حافلة من الإنجازات استمرت نحو أربعة عقود استطاع خلالها تعزيز مكانة دولة الكويت في المحافل الإقليمية والدولية ودفع عجلة التنمية فيها، وتوجت هذه المسيرة بصدور أمر أميري في الأول من يونيو الجاري بتزكية صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله ورعاه، سمو الشيخ صباح الخالد وليا للعهد، تلاه في الثاني من يونيو أمر أميري بتعيين سموه وليا للعهد.
وقد شهدت حياة سمو ولي العهد السياسية محطات بارزة وعلامات فارقة أسهمت بشكل كبير في رسم ملامح العمل الديبلوماسي الكويتي وتحديد مسارات التعاطي مع مختلف التحديات داخل البلاد وخارجها.
وكانت إحدى هذه المحطات عمل سموه سفيرا للكويت لدى السعودية ومندوبا للبلاد لدى منظمة المؤتمر الإسلامي خلال الفترة من 1995 إلى 1998، والتي شارك سموه خلالها في اجتماعات المجلس الوزاري لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي.
وتكتسب الزيارات الرسمية بين البلدين طابعا خاصا، فهي امتداد لعلاقات طويلة على مدى أكثر من 130 عاما جعلها تشكل منهجا مميزا ونموذجا نادرا في العلاقات الدولية.
وتأكيدا لهذه العلاقات المتفردة، أنشئ مجلس التنسيق السعودي ـ الكويتي عام 2018 في عهد سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
ويندرج تحت مظلة المجلس التنسيقي مجالات التعاون والعمل المشترك بين البلدين بهدف ترجمة العلاقات الوطيدة والوصول بها إلى التكامل.
ويهدف المجلس الذي وقع محضر إنشائه عام 2018، إلى وضع رؤية مشتركة تعمل على تعميق واستدامة العلاقات بين البلدين بما يتسق مع أهداف مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتعزيز المنظومة الاقتصادية المتكاملة وإيجاد الحلول المبتكرة للاستغلال الأمثل للموارد الحالية وبناء منظومة تعليمية فعالة ومتكاملة قائمة على نقاط القوة التي تتميز بها الدولتان.
وفي 5 يونيو 2021 عقد الاجتماع الأول لـ «مجلس التنسيق السعودي ـ الكويتي» بتوجيهات سمو الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
وفي 3 يونيو الجاري عقد المجلس اجتماعه الثاني بالكويت في ظل التوجيهات السامية لصاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان لتعزيز لعلاقات البلدين الأخوية الراسخة وللتعاون القائم في جميع المجالات والأصعدة.
ونتج عن اجتماعات اللجان الفرعية للاجتماع التنسيقي إقرار 50 مبادرة من شأنها تعزيز التعاون بين البلدين في جميع المجالات والدفع بعلاقات البلدين لآفاق أرحب.
وتنبثق عن المجلس التنسيقي خمس لجان فرعية هي: لجنة التنسيق السياسي والقنصلي والرعايا ولجنة التنسيق العسكري والأمني ولجنة التنسيق في مجالات الثقافة والإعلام والسياحة والتنمية الاجتماعية ولجنة التنسيق في مجالات الطاقة والاقتصاد والتجارة والصناعة ولجنة التنسيق في مجالات الاستثمار والبيئة والبنى التحتية.