تشهد الأسواق السورية ركودا غير مسبوق، على اعتاب عيد الأضحى المبارك، الذي كان يعتبره التجار فرصة لكسر الجمود السائد في باقي فترات السنة.
وتبدو الحركة في أسواق جميع المدن والبلدات السورية اعتيادية، وتغيب كل مظاهر الاستعداد للعيد، وعلى الرغم من ارتفاع أعداد المتسوقين في ساعات المساء، إلا أن حركة البيع ما زالت ضعيفة، وفق صحيفة «تشرين» الناطقة بلسان السلطة.
ويقول صاحب أحد محال بيع الألبسة في دمشق إن أغلب المتسوقين «يأتون للفرجة أحيانا، أو للسؤال عن الأسعار أحيانا أخرى»، موضحا أن انشغال نسبة كبيرة من الأهالي بامتحانات أبنائهم، التي تزامنت هذا الموسم مع قدوم العيد، حد كثيرا من الإقبال على التسوق والشراء.
وفي الوقت الذي أعرب به التاجر عن أمله بتحسن الحركة في الأيام القليلة المتبقية قبل العيد، فإنه أقر بخشيته من أن تستمر حالة الجمود في الأسواق، بسبب ضعف القدرة الشرائية للأهالي.
وقال التاجر إن «شريحة كبيرة لم تعد قادرة على مجاراة أسعار الألبسة، والتي هي طبيعية قياسا بالتكاليف المرتفعة، ولكنها تعد مرتفعة إذا ما قورنت بمستوى الدخول المنخفض».
وأشارت الصحيفة إلى قيام أصحاب محال بيع الحلويات والمكسرات بالاستعداد للعيد من خلال تحضير مختلف أصناف الضيافة وعرضها بشكل يلف الانتباه، إلا أنه وعلى الرغم من ذلك لا تزال حركة الشراء ضعيفة.
ويعتبر صاحب محل لبيع الحلويات أن الحديث عن ركود الأسواق «ما زال مبكرا بعض الشيء، إذ لا يزال هناك متسع من الوقت كي تستعيد الحركة عافيتها مع اقتراب العيد أكثر».
وأشار التاجر إلى أنه يحاول التنويع بين معروضاته من الحلويات بما يتناسب مع القدرة الشرائية، من خلال عرض أصناف بأسعار مقبولة تبدأ من 50 ألف ليرة للكيلو كبعض أنواع البرازق والغريبة والمعمول، إضافة إلى الحلويات المرتفعة الثمن التي يصل سعرها إلى 400 ألف ليرة وأكثر.
وبلغ التضخم في أسعار الألبسة هذا الموسم مستوى قياسيا، حيث وصل إلى ما يقارب الـ 100% مقارنة بالعام الماضي، فيما تراوحت نسبة التضخم بأسعار الحلويات ما بين 50 و 70%، وفقا لما نقلت الصحيفة عن المحلل الاقتصادي عبداللطيف أحمد.
وأكد أحمد أن «هذه الارتفاعات تعد قياسية، في الوقت الذي لاتزال القدرة الشرائية ضعيفة لدى كثيرين ممن لا يستطيعون مجاراة الارتفاع»، مشيرا إلى أن أغلبية الأسر باتت تتعامل مع الأمر بمبدأ الأولويات.
ورأى أن كسر الركود مرهون بتحويلات المغتربين، التي تسهم إلى حد كبير في تحسين القدرة الشرائية وضخ السيولة في الأسواق، متوقعا أن تزداد الحوالات فيما تبقى من وقت دون أن يصل حجمها إلى ما كانت عليه خلال شهر رمضان وعيد الفطر.