حذر تقرير للاستخبارات الإسرائيلية أعد قبل أسابيع من الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر المسؤولين العسكريين من أن الحركة الفلسطينية تعد لهجوم، كما أوردت القناة العامة الإسرائيلية «كان». وذكرت «كان» أن وحدة استخبارات تابعة للجيش أعدت التقرير في سبتمبر قبل أقل من شهر على الهجوم الذي شنته حماس وأشعل الحرب في قطاع غزة.
وقالت إن وثيقة وحدة الاستخبارات 8200 شملت تفاصيل عن تدرب مقاتلي حماس على احتجاز رهائن وخطط لمداهمة مواقع عسكرية ومجتمعات إسرائيلية في جنوب إسرائيل.
وأشار التقرير إلى ان المقاتلين الفلسطينيين كانوا يريدون احتجاز مئات من الرهائن كما أوردت كان. وقالت إن «العدد المتوقع للرهائن كان 200-250 شخصا». ونقلت قناة كان عن مسؤولين أمنيين لم تكشف أسماءهم أن مسؤولي الاستخبارات في فرقة غزة العسكرية والقيادة الجنوبية كانوا على علم بالتقرير. ورفض السياسيون الإسرائيليون دعوات لإجراء تحقيق معمق في إخفاقات الاستخبارات بشأن هجوم حماس، وأصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن أي تحقيق رسمي يجب أن ينتظر إلى ما بعد الحرب التي دخلت الآن شهرها التاسع. لكن الجيش الإسرائيلي قال لوكالة فرانس برس إنه «يحقق في أحداث» 7 أكتوبر، وان التحقيق «يجري بشكل فاعل»، وسيعلن ما يتم التوصل إليه في وقت لاحق.
إلى ذلك، حذرت حركة حماس من مواصلة الاحتلال الإسرائيلي حرب التجويع الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني. وقال الحركة في بيان لها وفق قناة الجزيرة، ان الاحتلال يمارس أبشع صور العقاب الجماعي ضد المدنيين العزل عبر فرض حصار مطبق على القطاع وإغلاق المعابر.
وأضاف: تتواصل فصول حرب التجويع الإجرامية التي يشنها الاحتلال على شعبنا وتتصاعد مظاهر المجاعة في القطاع. وطالبت الحركة «المجتمع الدولي باتخاذ قرارات فورية لإغاثة شعبنا في القطاع ووقف جريمة التجويع والإبادة التي يتعرض لها». ميدانيا، شن الجيش الإسرائيلي أمس عمليات قصف حصدت أرواحا في مناطق مختلفة من قطاع غزة كان أعنفها في مدينة رفح في أقصى جنوب القطاع الذي دمرته الحرب المتواصلة منذ أكثر من 8 أشهر. ورغم تراجع حدة الضربات الإسرائيلية والقتال مع حركة حماس منذ إعلان توقف جزئي عن إطلاق النار لأسباب إنسانية في جزء من القطاع، أفاد الدفاع المدني في غزة بمقتل 13 فلسطينيا في عمليات قصف إسرائيلية على مخيم النصيرات في الوسط.
وقالت وزارة الصحة التابعة لحماس إن 25 شخصا قتلوا في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة حتى صباح أمس.
وسمع دوي انفجارات في مدينة رفح التي تتعرض لقصف مدفعي مكثف على ما أفادت وكالة فرانس برس، ووقعت اشتباكات مسلحة بين مقاتلين فلسطينيين والجيش الإسرائيلي في أحياء مختلفة من المدينة. وفي وسط قطاع غزة المحاصر والبالغ عدد سكانه نحو 2.4 مليون نسمة، انتشل 13 شخصا من بين الأنقاض في منزلين أصابتهما ضربات جوية إسرائيلية في مخيم النصيرات على ما أفاد الدفاع المدني. واستهدفت قذائف وضربات جوية مخيم البريج للاجئين ودير البلح في وسط القطاع ومدينة غزة شمالا بحسب شهود. وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس في قطاع غزة أن حصيلة الحرب المستمرة منذ أكثر من 8 أشهر، ارتفعت إلى 37372 قتيلا. وقالت الوزارة في بيان إن ما لا يقل عن 25 شخصا قتلوا في 24، مضيفة ان 85452 شخصا أصيبوا في قطاع غزة منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر بعد هجوم لحماس داخل إسرائيل. في الأثناء، تظاهر آلاف الإسرائيليين مساء أمس الأول، في القدس قرب مقر إقامة رئيس الوزراء والكنيست، مطالبين بإجراء انتخابات مبكرة وآخذين على نتنياهو إدارته للحرب في غزة وفشله في إعادة «عشرات» الرهائن التي لاتزال حركة حماس تحتجزهم في القطاع الذي شهد هدوءا نسبيا. وقال ياكوف غودو الذي قضى نجله توم في هجوم حماس غير المسبوق داخل إسرائيل «انا سعيد لرؤية الناس يتحركون. وأمل أن يتواصل ذلك. يجب فرض حصار على القدس، على الكنيست».