استمر القصف الإسرائيلي على قطاع غزة المدمر، بينما جدد الاتحاد الأوروبي تحذيراته من ان يطول الصراع لمدة أطول، وسط تحذير تقرير دولي لمراقبة الجوع عالميا من انعدام الأمن الغذائي في كامل القطاع.
وخلص تقييم مدعوم من الأمم المتحدة أمس إلى أن حوالي نصف مليون شخص يعانون من الجوع «الكارثي» في غزة.
وأفاد «التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي»، بأنه ما زال 495 ألف شخص، أي حوالي 22% من سكان غزة وفق الأمم المتحدة، يعانون «مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد».
وأشار التقرير إلى أن قطاع غزة برمته لا يزال مهددا بـ «خطر مرتفع ومتواصل» من المجاعة.
وقال التقرير إن 96% من سكان غزة يواجهون مستويات مرتفعة انعدام الأمن الغذائي، وإن خطر المجاعة لايزال قائما في جميع أنحاء القطاع.
وأضاف ان المسار الأخير لتقديم مساعدات الإغاثة في غزة سلبي وغير مستقر إلى حد كبير.
في الغضون، أعلن المفوض العام لـ«أونروا» فيليب لازاريني أمس أن الحرب الدائرة في قطاع غزة تؤدي إلى فقدان 10 أطفال بالمعدل ساقا أو ساقين كل يوم.
وقال لازاريني للصحافيين في جنيف: «بصورة أساسية، لدينا كل يوم 10 أطفال يفقدون ساقا أو ساقين بالمعدل». وأوضح أن هذه الأرقام لا تشمل الأطفال الذين خسروا أيادي أو أذرعا.
إلى ذلك، جدد الاتحاد الأوروبي تحذيراته من أن يطول الصراع لمدة أطول. وأشار مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد جوزيف بوريل إلى أن حرب غزة مرشحة لأن تطول، مشددا على أن ما يجري في الضفة الغربية أيضا خطير واختبار مؤلم للقانون الدولي.
كما أضاف في مقابلة مع «العربية - الحدث»، أن إسرائيل تعمل بشكل ممنهج على ضم الضفة قطعة قطعة ومنطقة تلو الأخرى، مشددا على أن ما يجري هناك (الضفة الغربية) لن يقود إلى السلام بل عكسه.
وأكد أنه «لا يمكن السماح بأن تكون غزة ميدان ركام وتتحول إلى صومال آخر». وشدد على أن دول الاتحاد مصممة على التعاون مع الشركاء العرب من أجل وقف الحرب في القطاع الفلسطيني المدمر، والسير نحو تنفيذ حل الدولتين.
من جهته، قال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي أمس إن خطة اليوم التالي للحرب سيتم تنفيذها في الأيام المقبلة في شمال غزة.
وقال هنغبي، بمؤتمر جامعة ريخمان في هرتسليا: «تم تجهيز خطة اليوم التالي لحماس خلال الأسابيع الأخيرة، وسنرى تعبيرا عمليا عن هذه الخطوة قريبا».
وأضاف: «لا يتعين علينا الانتظار لحين اختفاء حماس، لأنها عملية طويلة»، موضحا «لا نستطيع التخلص من حماس كفكرة، فنحن بحاجة إلى فكرة بديلة».
ويرى هنغبي أن إنشاء بديل يحل محل حماس هو أمر أساسي لتحقيق النصر على المدى الطويل، قائلا إن البديل يجب أن يكون حكومة تعتمد على السكان المحليين الذين يرغبون في العيش إلى جانب إسرائيل.
كما كشف هنغبي عن أن البحث عن بدائل لحماس من أجل حكم القطاع بدأ بالفعل. وأكـــــد أن «القـــوات الإسرائيلية تقاتل من أجل استعادة المحتجزين من غزة»، لكنه أوضح في الوقت عينه أنه «يجب تنفيذ أهداف الحرب التي أعلنها سابقا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لمنع تكرار ما حدث في السابع من أكتوبر»، في إشارة إلى القضاء على حماس عسكريا. في الأثناء، قضت المحكمة العليا الإسرائيلية بالإجماع أمس بأنه «يجب» على الدولة تجنيد طلبة المدارس اليهودية المتزمتين «الحريديم» في الجيش في قرار قد يؤدي إلى انهيار ائتلاف نتنياهو.
ودعت المحكمة إلى وقف ميزانيات المدارس الدينية التي يتهرب طلابها من الخدمة العسكرية. وجاء قرار المحكمة بعد تقديم منظمات المجتمع المدني مجموعة من الالتماسات تطالب بفرض الخدمة العسكرية الإلزامية على الطلبة المتطرفين.
وعبر حسابه على منصة إكس، كتب زعيم حزب «يهدوت هتوراة» ووزير البناء والإسكان في الحكومة يتسحاق غولدكنويف «إنه قرار متوقع ومؤسف للغاية ومخيب للآمال».
وأضاف: «تأسست دولة إسرائيل لتكون موطنا للشعب اليهودي الذي تعتبر التوراة أساسه، التوراة المقدسة ستنتصر».
أما نواب المعارضة في الكنيست الإسرائيلي فرحبوا بقرار المحكمة.
وكتب زعيم حزب العمل يائير غولان على منصة إكس أن المحكمة أصدرت «قرارا عادلا» وأن الخدمة الوطنية يجب أن تكون مطلوبة «من كل رجل وامرأة إسرائيليين دون تفريق بين الدين أو العرق أو الجنس».
ميدانيا، أكد جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة مقتل عشرة من أقارب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في غارة جوية إسرائيلية نفذت أمس. وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل لوكالة فرانس برس: «وصلتنا إشارة استغاثة عقب استهداف منزل لعائلة هنية في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة».
وأضاف: «يوجد 10 شهداء وعدد من المصابين جراء استهداف عائلة هنية من بينهم زهر هنية شقيقة رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية».
وأوضح بصل «تم انتشال شهداء وجرحى ومازال عدد من الشهداء تحت ركام المنزل».
من جهتها، قالت حركة حماس في بيان إن «المجازر التي ينفذها العدو الصهيوني الفاشي بحق شعبنا في قطاع غزة ومنها القصف على منزل عائلة هنية في مخيم الشاطئ... تأكيد من حكومة الفاشيين الصهاينة على استمرارها في تحدي جميع القوانين الدولية والأعراف والقيم الإنسانية».
وقالت الحركة إن إسرائيل تتعمد: «استهداف المدنيين الأبرياء وارتكاب أبشع المجازر بحقهم».
هذا، ورجح تحقيق أجرته وكالة فرانس برس مع وسائل إعلام دولية عدة ونشرت نتائجه أمس أن تكون نيران دبابة إسرائيلية أصابت مكتب الوكالة في غزة الذي لحقت به أضرار جسيمة في الثاني من نوفمبر 2023. واستند التحقيق والخبرات إلى لقطات وتسجيلات صوتية رصدتها مباشرة كاميرا تابعة لوكالة فرانس برس كانت تقوم ببث مباشر.
من جهة اخرى، أفاد مصدر عسكري أردني بمقتل عسكريين أردنيين وإصابة اثنين آخرين في حادث تدهور 3 شاحنات عسكرية، ضمن قافلة مساعدات إغاثية وإنسانية متجهة إلى قطاع غزة.
وأوضح المصدر ذاته وهو مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية أن الشاحنات الثلاث تدهورت نتيجة انحرافها عن مسارها على طريق البحر الميت ـ نزول العدسية.
وبين المصدر أنه نتج عن الحادث مقتل كل من الرقيب عماد عطا عارف العرام والجندي يحيى عثمان يحيى الصياح، وكلاهما من مرتبات مديرية التموين والنقل الملكي، إلى جانب إصابة اثنين آخرين وحالتهما العامة متوسطة.