- الرومي: الفراغ حفرة واسعة مليئة بالكنوز الثمينة والأخطار الجسيمة فانتبهوا
- الثويني: عدم زجّ الأبناء في النوادي إلا بعد التأكد من توافر الأمانة والخبرة في المشرفين عليهم
- السويلم: حفظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية مع القيام برحلات ترفيهية هادفة
أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بحسن استثمار الوقت وعدم تضييعه فيما لا يفيد، فقال صلى الله عليه وسلم: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ».
ومع بداية كل عطلة صيفية يتحير اولياء الأمور في اختيار الأماكن التي يفضلون أن يرتادها أبناؤهم في عطلة الصيف، فالأبناء في حاجة إلى الترفيه والتسلية بعد الانتهاء من العام الدراسي، فكيف تستثمر العائلة إجازة الصيف؟
يقول الإعلامي والتربوي سليمان الرومي: مع بداية كل صيف تتعالى الصيحات، محذرا من ضرر الفراغ على النشء وما قد يسببه لهم من جنوح أو انحراف خاصة ان مواقع التواصل فيها الكثير مما لا يتناسب مع الأبناء وفيها ضياع للوقت وبعضها يحث على الرذيلة، فينبغي على الوالدين توجيه ابنائهما إلى المفيد والممتع في الوقت نفسه مع مراعاة عدم الضغط وتوفير فرص الاختيار بين ما هو مباح ومقبول اجتماعيا وشرعيا، مؤكدا ان فصل الصيف وما يصاحبه من وقت فراغ كبير بالنسبة لأولادنا وبناتنا يعتبر بمنزلة حفرة واسعة فيها الكثير من الاخطار والانحرافات خاصة ان الاولاد في العمر الصغير يحتاجون الى الرعاية المكثفة والمراقبة غير المباشرة لهم وعلى ولي الأمر ان يحسن التخطيط وان يضع اولوية اهتمامه بأولاده في العطلة الصيفية والاستفادة من وقت الفراغ التي قد يغبن فيها المرء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ»، وهو ما يجعلنا نعمل جاهدين على توفير المناخ الشرعي والصحي لابنائنا وبناتنا للاستفادة من اوقاتهم اثناء العطل الصيفية، لذا أطالب كل شاب بأن يحرص على كسب مهارات جديدة في العطلة بحيث تستهدف الرحلات والمعسكرات التي تربي وتنمي الحرف الفنية لدى الشباب.
ويقول الخبير التربوي د. محمد الثويني: يعتبر فصل الصيف وما يصاحبه من فراغ في الوقت كبيرا بالنسبة لأولادنا وبناتنا، حيث يعتبر بمنزلة حفرة واسعة مليئة بالكنوز الثمينة والأخطاء الجسيمة والأبناء في العطلة الصيفية يتعطشون إلى الانطلاق والحرية بعيدا عن الالتزام، كما في اثناء الدراسة، ولكن لا بد من أولياء الأمور ان يخططوا تخطيطا حسنا ويضعوا أولويات الاهتمام بالأمور في العطلة، كما كان الاهتمام بهم في أثناء الدراسة والمذاكرة والامتحانات، وبهذا يمكن ان يخرج الابناء من العطلة الصيفية وقد استفاد الولد أو البنت بملء فراغه وحصن نفسه من الانحرافات ورفقاء السوء والتجمعات والسهر وكسب فائدة كبيرة من استثمار هذا الوقت.
وحدد د. الثويني عدة وسائل لتحقيق ذلك، منها أن يجلس الآباء والأمهات مع ابنائهم ليخططوا للعطلة الصيفية، وهذا الأمر بذاته يعلمهم التخطيط ويحملهم مسؤولية الوقت، وكذلك يزيد من التآلف والتقارب بين أفراد الاسرة الواحدة، وعن طريق هذا الاسلوب يعلم ولي الأمر توجيهات أبنائه وتطلعاتهم وهواياتهم، وعندها يبدأ بتوزيع الابناء كل حسب رغبته، وهذا لا يعني الأخذ برغبة الابناء كما هي، بل تناقش بكل هدوء وود وإقناع، وعندها يمكن تقسيم الهوايات والرغبات الى نوعين: الأول التعليم الفردي كالانضمام الى دورة مثلا في الفترة الصباحية، والثاني الانشطة التي تحتوي على روح الجماعة فتكون مساء.
أهمية التشاور
ويؤكد د. الثويني ان التشاور مع الأبناء للتخطيط للبرنامج الصيفي المتكامل الذي يحتوي على التعليم واستغلال الفراغ والترويح في الوقت نفسه له آثار ايجابية، قليل من الاسر تعلمها، كما ان الجلوس مع الابناء عند البدء بتنفيذ البرنامج ومتابعة ولي الأمر لهم لتصحيح المسار وتعديل البرنامج، سواء بالإضافة أو الحذف يكون وقعه راقيا ومثاليا يسهم في تقويم النفس واعتدال طبعها وتقبلها للمتغيرات والمستجدات وزيادة المحبة والثقة بين جميع افراد الأسرة.
وحذر د. الثويني من سهر الأبناء عبر وسائل التواصل وتضييع الوقت، لافتا الى ان اولياء الأمور أمام مسؤولية كبيرة تدعوهم الى تقديم الارشادات اللازمة بالاستخدام الآمن لمواقع التواصل الاجتماعي واستخدام برامج التكنولوجيا الحديثة التي تسمح بالاستخدام السليم للانترنت لحماية الابناء من المخاطر غير المتوقعة والتي توثر على شخصياتهم مستقبلا. كما حذر د. الثويني أولياء الأمور من السهر الذي يحرم الأبناء من العبادات والطاعات وضرورة تنظيم وقت الأبناء وألا ينقلب لديهم الليل نهارا والنهار ليلا (وجعلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا)، مؤكدا أن الترفيه ضروري مع تجنب رفقاء السوء ولا بد من جدولة الوقت. وينصح د.الثويني الآباء باختيار وقت مناسب للاعتكاف مع أبنائهم في المسجد ولو لساعة واحدة، كما حذر من عدم زج الأبناء في النوادي الا بعد التأكد من توافر الأمن والخبرة في المشرفين عليهم.
من جهته، يرى الشيخ يوسف السويلم ان افضل الأوقات التي يستفيد منها الأبناء في العطلة الصيفية هو حفظ القرآن الكريم والاحاديث النبوية مع القيام برحلات ترفيهية هادفة حتى لا يشعر الأبناء بالملل، مشيرا الى ان مساجد الكويت تتنافس في الحلقات القرآنية وفي القاء المحاضرات والندوات وانشطة متعددة اجتماعية وترفيهية وشرعية وبيان اختيار الصبحة الصالحة وتدريب الاولاد والبنات على ابراز الجوانب المضيئة في شخصياتهم وتنميتها والتدريب على جميع المهارات التي يمتلكها الأبناء مما يساعد على الثقة بالنفس والترويح عنها، وصقل المواهب وتنميتها، بالإضافة الى كسب الاخلاق الإسلامية من خلال برامج الثقافة ودروس وقصص السلف الصالح. ولفت السويلم الى ان العطلة الصيفية فرصة لصلة الارحام وزيارة الأهل والاقارب والعمل على ان تتزاور الأسر، وأيضا عيادة المرضى، وغيرها من الانشطة المفيدة للابناء.