أكدت خبيرة علم الحشرات والأستاذ المساعد بقسم العلوم في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي د.جنان الحربي، أن الطب البديل الذي يستخدم منتجات النحل موجود منذ آلاف السنين ولكن إلى اليوم لم يوافق على استخدام السم النحل بالتحديد رسميا في علاج الأمراض المزمنة.
وعن حقيقة العلاج باستخدام سم النحل، قالت الحربي في تصريح لـ «الأنباء»: شهد مؤخرا العلاج بلسعات النحل زيادة في شعبيته، ويتداول الناس بعض المقاطع لأشخاص يقومون بوضع نحل على أماكن متفرغة من جسم المريض لعلاج الأعراض التي يعاني منها مثل الصداع وآلام الظهر وارتفاع ضغط الدم والكولسترول والسكر، ويدعون أن الألم سيزول بعد عدة لدغات. وأضافت: يدعي مؤيدو هذا الإجراء أن السم يقدم مجموعة واسعة من الخصائص الطبية، بدءا من تقليل الالتهاب إلى علاج الأمراض المزمنة. وعلى الرغم من ذلك، فإن الأبحاث التي تتناول سم النحل أغلبها متضارب ولم تثبت فعاليته على الإنسان. وفي الحقيقة، أن متلقي لسعات النحل يشعر بالراحة نوعا ما بعد اللدغ بسبب التغير اللحظي في مجرى الإحساس بالألم. فعندما يفكر الإنسان في ألم اللدغة القوي ينسى الألم الأساسي الذي يعاني منه وتعرف علميا بـ Gate pain control theory.
وتابعت الحربي: استخدام وخز أو لسع النحل على جسد المريض قد يتسبب في آثار جانبية مثل الألم والتورم والاحمرار، بالإضافة إلى الحساسية المفرطة التي تهدد حياته. كما تم توثيق العديد من الآثار الخطيرة بعد وخز النحل بما في ذلك فرط التنفس، والتعب، وفقدان الشهية، وآلام جسدية والنزيف، والقيء واضطراب في دقات القلب وكانت شدة أغلب هذه الأعراض 261%.
وأوضحت خبيرة علم الحشرات أن الطب البديل الذي يستخدم منتجات النحل سواء العسل أو السم يعرف بـ Apitherapy، وهو موجود منذ آلاف السنين لكن إلى اليوم لم يوافق على استخدام السم بالتحديد رسميا في علاج الأمراض المزمنة.
وزادت: يقوم العلاج بسم النحل إما على وخز النحل المباشر للجسم، أو على حقن نسب معينة من السم المجفف والمخفف تحت الجلد لا تتجاوز كميته عشر كمية السم التي تنتجها النحلة في اللدغة الواحدة، والتي تصل إلى 50 ميكروغراما. والداعمون لفكرة العلاج بوخزات النحل يدعون أن سم النحل ربما يكون آمنا عند إعطائه بواسطة النحل الحي تحت إشراف طبي بجرعات تصل إلى 20 لسعة ثلاث مرات أسبوعيا لمدة تصل إلى 24 أسبوعا.
وتابعت الحربي: سم النحل قد تكون له خواص طبية بناء على ما يحتويه من التركيبات الكيميائية مثل المليتين المكون من 25 حمضا أمينيا منها الحمض الأميني أبامين ودولابين، واللذان يعملان كمضادات لالتهابات الأعصاب والمفاصل والأورام والآلام والميكروبات والفيروسات، إلا ان السم قد يكون ضارا جدا وله آثار سلبية لأنه يحتوي على انزيم فوسفوليباز A2، وهو عامل رئيسي للحساسية ويسبب الالتهاب وتلف الخلايا في جسم الإنسان، وأيضا يمكن أن يتعارض مع الأدوية التي تقلل من قدرة الجهاز المناعي (مثبطات المناعة).
وقالت إنه إلى اليوم لم توافق هيئة الغذاء والدواء العالمية FDA على استخدام سم النحل بالبروتوكولات العلاجية للأمراض المزمنة. وأغلب التجارب ما زالت مختبرية وتطبق على الحيوانات، وأعطت الموافقة فقط لاستخدامه في المراكز الصحية كحقنة لتقليل شدة ردود الأفعال التحسسية تجاه لسعات النحل.
الجدير بالذكر أن هيئة الغذاء والدواء الكورية أعطت موافقتها لاستخدام بعض المركبات الببتيدية في سم النحل بالمستحضرات التجميلية الموضعية، إلا أن هيئات صحية أخرى أبدت تحفظها على هذا القرار.
وختمت الحربي: على الرغم من التجارب المحدودة والنتائج المتواضعة لفوائد سم النحل إلا ان هناك من يفكر في استخدام وخز النحل بسبب الترويج لها بشكل كبير مؤخرا. ومن الضروري التروي والبحث قبل عمل أي إجراء متعلق بالصحة واستشارة طبيب الحساسية لأجراء الاختبار التحسسي قبل ذلك، وأن تبتعد المرأة الحامل عن هذه السموم.