يدلي البريطانيون باصواتهم اليوم في انتخابات تشريعية تاريخية يرفعون خلالها شعار«التغيير»، حيث سيحددون مستقبل حزب المحافظين الحاكم الذي يتولى السلطة منذ عام 2010 ويواجه منافسة شديدة من حزب العمال المعارض.
وتظهر آخر استطلاعات للرأي نشرتها وسائل إعلام بريطانية استمرار تقدم حزب العمال المعارض بقيادة كير ستارمر بفارق شاسع عن الحزب الحاكم بقيادة رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك.
وفي استطلاع أجرته صحيفة «ذا غارديان» أمس الأول حصل «العمال» على نسبة تأييد بلغت 40.7% من شريحة الناخبين في حين حصل «حزب المحافظين» على نسبة أقل من 21% وهو فارق كبير مقارنة بنتائج سابقة نشرت قبل أسبوعين.
ويتعين على حزب العمال الفوز بأكثر من نصف إجمالي مقاعد مجلس العموم (الغرفة السفلى للبرلمان) البالغ عددها 650 مقعدا حتى يتمكن من تشكيل الحكومة المقبلة بالأغلبية. وتعكس نتائج استطلاعات الرأي في واقع الأمر حقيقة «تراجع» شعبية حزب المحافظين الحاكم لدى الناخبين منذ آخر انتخابات عامة أجريت في ديسمبر 2019 وفاز بها رئيس الوزراء الأسبق بوريس جونسون. وبعد سنوات صعبة عايش خلالها البريطانيون خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي والأزمة الاقتصادية والاجتماعية وانتشار جائحة كوفيد وفضائح وعدم استقرار سياسي مع تعاقب 3 رؤساء وزراء محافظين عام 2022 و5 منذ عام 2010، يتطلع الناخبون إلى شيء واحد فقط، وهو التغيير.
ويبدي الناخبون استعدادا لمنح فرصة لزعيم حزب العمال كير ستارمر الذي يشدد في خطابه الانتخابي على «النزاهة وحس الخدمة في السياسة».
وقال ستارمر عشية الانتخابات البرلمانية: «أول شيء سأفعله (عند تولي رئاسة الحكومة) سيكون تغيير عقلية السياسة، التي يجب أن تكون سياسة في خدمة» الشعب، مشددا على أن «البلاد أولا، ثم الحزب».
وثمة قضايا مهمة ستشكل محددا مهما لاتجاهات تصويت الناخبين للحزبين الكبيرين، «المحافظين» و«العمل، ومن بينها: الاقتصاد والصحة العامة والهجرة.
من جهته، يبذل رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، منذ توليه منصبه قبل عشرين شهرا خلفا لليز تراس، كل جهوده لإقناع المواطنين بعدم تقديم «شيك على بياض» لحزب العمال.
وفي هذا الصدد، أعلن «حزب المحافظين» بزعامة سوناك عن خفض الضرائب ووعدوا بأيام أفضل مع التحذير في الوقت نفسه من حدوث العكس حال مجيء حكومة عمالية إلى «10 داوننغ ستريت».
وسعى رئيس الوزراء البريطاني البالغ من العمر 44 عاما، خلال ماراثونه الانتخابي لاستمالة الناخبين المترددين بين حزبه وحزب «الإصلاح القومي» في دوائر ستكون فيها المنافسة حامية، وشدد بالقول: «سأحارب من أجل كل صوت».
بدوره، جعل حزب «الإصلاح» وزعيمه نايجل فاراج الذي يحاول للمرة الثامنة أن ينتخب لعضوية مجلس العموم، من موضوع الهجرة محور معركته وربطه بكل المشاكل التي تعاني منها بريطانيا حاليا، مثل: نقص السكن وصعوبة تلقي العلاج الطبي وعدم توافر فرص عمل.