اهتم الإسلام بالطفل قبل وجوده في أثناء الخطبة ومرحلة الاختيار، بأن يرضى كل منهما عن الآخر، وليس الرضا للرغبة والمحبة فحسب، وإنما مراعاة نجابة الأولاد الأصحاء الأقوياء الصالحين، فهم ثمرة الحياة الزوجية. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «تخيَّروا لنطفكم فإن العرق دساس»، فالأصل الطيب والنسب الطاهر والخلق الفاضل يكون نتاجها كذلك.
وقال تعالى (الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات)، (والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبُثَ لا يخرج إلا نكدا)، لذلك كان الأساس في اختيار الدين والخلق أولا، فإذا اتفقت بقية الصفات أو بعضها معه تكون نافلة وزيادة. وقد أوضح الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك بقوله «تُنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك». وخير النساء التي تسره إذا نظر وتطيعه إذا أمر ولا تخالفه في نفسها ولا في ماله بما يكره، كما يؤكد على الدين والخلق بقوله أيضا: «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير». فتحقيق أسس الزواج الصالح تكون ثمرته النشء القوي الصالح الذي يرث عن أبويه هذه الصفات وتلك الأخلاق الفاضلة الكريمة.