بيروت - بولين فاضل
من عاصر الزمن الغنائي في الثمانينيات والتسعينيات والزمن الراهن لابد أن يرصد فارقا شاسعا بين إنتاج الأمس من الأغنيات وإنتاج اليوم، بدليل أن شركات الإنتاج في العالم العربي باتت تعد على أصابع اليد الواحدة، فيما أكثر الفنانين سلك طريق الإنتاج الشخصي على صعوبته.
البداية مع الفنانة مايا دياب التي تتولى بنفسها إنتاجاتها الفنية، بعيدا عن التقيد بأي شركة إنتاج، وتعزو السبب إلى رفضها فكرة احتكارها أو تقييد حريتها من قبل أحد. وتضيف: «هكذا أشعر بحرية التحرك والاختيار، صحيح انه حمل ثقيل على أكتافي، لكن يكفي أني صاحبة القرار، وتعود إلي وحدي حقوق ملكية الأغاني».
وعما إذا كان بمقدورها الاستمرار على هذا المنوال ترى دياب أن الاستمرارية منوطة بصاحبها، وما دامت تستطيع أن تؤمن ميزانية ألبومها من دخل إعلانات تصورها وبرامج تقدمها ومشاريع أخرى فلا مشكلة عندها.
بدوره، ينتج الفنان رامي عياش أعماله بنفسه، ولا يجد في ذلك مشكلة أبدا لأن كل فنان كما يقول هو منتج نفسه في حال وجود شركة إنتاج أو عدمه، ويعطي مثالا على ذلك بألبوم «حبيتك أنا» قائلا إنه وضع من جيبه الخاص 4 أضعاف ما دفعته الشركة المنتجة، وهذا أمر طبيعي برأيه لأن جودة عمله تعنيه.
ويرى الفنان وائل جسار أن كل شيء تغير اليوم والإنتاج الغنائي أصبح صعبا مقارنة بالزمن الماضي ولاسيما زمن الثمانينيات والتسعينيات، وقال إن الإنتاج الفني والموسيقي مثل مختلف مجالات الحياة أصبح صعبا، وعلى الفنان المطرب أن يستمر في إنتاج الأغنيات لنفسه سواء انتمى لشركة إنتاج أم لم ينتم، لأن تقديم الجديد للجمهور الذي يحبه هو واجب عليه.
الفنانة الين لحود مقلة في إنتاجاتها الغنائية لكونها تأخذ على عاتقها هذه العملية، وهو أمر كما تقول يحز في نفسها، لكون الجميع يعرف قدراتها ومعرفتها بالموسيقى من الألف إلى الياء، ومع ذلك فهي لا تتلقى عروضا من شركات الإنتاج، وتتساءل عما إذا كان السبب مرتبطا بمحسوبيات أو تنازلات معينة، وهي أمور لا تشبهها ولا يمكن أن تفعلها، وفق تأكيدها.
الفنانة مادلين مطر تقول من جهتها إنها لم تتعامل يوما مع شركات الإنتاج، لكن في الماضي كانت تجني المال من خلال عملها، أما اليوم فعملها تراجع وصارت الأغنيات الضاربة أحيانا من النوع الركيك، وهو ما ترفضه بشدة. وتؤكد مادلين أنها اعتمدت أخيرا سياسة الإنتاج المتواضع من جيبها الخاص كي لا تكون الخسارة كبيرة في حال لم توفق في العمل.