يعد فيلم «A Quiet Place: Day One» تحفة سينمائية تستحق الإشادة، إذ يضيف طابعا جديدا ومثيرا إلى سلسلة الأفلام السابقة. على الرغم من قوة الأفلام الأولى، فإن هذا الفيلم السابق للأحداث يقدم شخصيات جديدة في بيئة مغايرة، مما يعزز من التوتر والتأثير العاطفي في تجربة الرعب الصامتة التي تميز بها جون كراسينسكي. والنتيجة هي أفضل أفلام السلسلة حتى الآن.
كما يوحي العنوان، يعيدنا «Day One» إلى بداية الغزو الفضائي، حيث تظهر المخلوقات عديمة الرؤية وذات السمع الحاد لأول مرة على الأرض. على عكس المشهد المروع في الجزء الثاني، تدور أحداث هذا الفيلم في قلب مانهاتن، مما يضفي على الأحداث شعورا مختلفا ويعزز من أجواء ما بعد نهاية العالم بشكل أكبر. تدور القصة حول «سميرة» (لوبيتا نيونغو)، التي تجد نفسها في المدينة خلال أزمة شخصية. تتغير حياتها بشكل مفاجئ بسبب ظهور المخلوقات الفضائية التي تقتل بلا رحمة أي شخص يسمعونه. أداء نيونغو المذهل يعزز من ارتباطنا بشخصيتها ويجعلنا نهتم بمصيرها حتى قبل انهيار العالم من حولها.
خلال الأحداث، تتعرف «سميرة» على طالب القانون البريطاني «إريك» (جوزيف كوين)، الذي يجد فيها ملاذا من الرعب. التفاعل بينهما يضيف عمقا إنسانيا للفيلم، حيث يتواصلان بطرق غير لفظية تعكس براعة الأداءين.
يتميز الفيلم بتقديم مشاهد رعب مثيرة ومشوقة، خاصة عند عرض المخلوقات الفضائية في شوارع نيويورك. استخدام الصوت والمؤثرات البصرية يعزز من واقعيتهم ويجعل تجربة المشاهدة أكثر تأثيرا.
كما يظهر في الفيلم شخصيات أخرى مثل أليكس وولف ودجيمون هونسو، مما يضيف تكاملا للسلسلة بأكملها. ومن الجدير بالذكر وجود قطة سميرة العلاجية، فرودو، التي تضفي لمسة إنسانية أخرى على الفيلم.
في النهاية، «A Quiet Place: Day One» هو فيلم رعب متكامل يجمع بين التوتر العاطفي والمشاهد المثيرة، ليقدم تجربة سينمائية لا تنسى. تمكن المخرج مايكل سارنوسكي من تولي زمام الأمور بإتقان، حيث أبدع في نقل القصة بأسلوب بصري مميز وحبكة محكمة، مما جعله يستحق مكانته في سلسلة الأفلام الشهيرة.
إن القدرة على خلق توازن بين الرعب والعاطفة هو ما يجعل هذا الفيلم فريدا ويعزز من مكانته كأفضل فيلم في السلسلة حتى الآن. لحظات الرعب ليست فقط مخيفة ولكنها تحمل أيضا أبعادا إنسانية عميقة، تعكس الصراعات الداخلية للشخصيات والطريقة التي يتعاملون بها مع واقعهم الجديد.
يمكن القول إن «A Quiet Place: Day One» يقدم تجربة مشاهدة غنية ومثيرة على المستويين العاطفي والبصري. الأداء الاستثنائي للنجوم مثل لوبيتا نيونغو وجوزيف كوين، بالإضافة إلى الإخراج المتميز لمايكل سارنوسكي، يجعله فيلما يستحق المشاهدة والتقدير. سواء كنت من محبي السلسلة أو مشاهدا جديدا، فإن هذا الفيلم سيأخذك في رحلة مشوقة ومليئة بالتوتر والعاطفة، مما يضيف بعدا جديدا لعالم «A Quiet Place».