قال الله عزّ وجلّ: (يأيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهن جناح بعدهن طوافون عليكم بعضكم على بعض كذلك يبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم).
يخاطب الله عزّ وجلّ في الآية أولياء الأطفال الذين لم يبلغوا بعد سن التكليف لتشملهم الواجبات الشرعية، فعلى أولياء الأمور أن يعلموهم هذه الواجبات ويأمروهم بالاستئذان، فالخطاب للكبار تكليف وللصغار تمرين وقد حددت الآية ثلاث أوقات يجب فيها على الخدم والأطفال الاستئذان قبل الدخول الى غرف الأزواج: (ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء) وتم وصف هذه الأوقات بأنها (عورة) والعورة من العار اي العيب، لأن هذه الأوقات الثلاثة وقت للراحة والقيلولة وحيث يكون الناس عادة متجردين من الملابس الإضافية التي يرتدونها في الأوقات الأخرى وهذه الأوقات الثلاثة تتميز بالخصوصية الشديدة التي لا يجوز اقتحامها من قبل الآخرين مهما كانت صلة التعلق بين أولئك الأطفال ووالديهم فلا يجوز ان تكون غرف الوالدين مباحة لجميع أفراد الأسرة صغارا أو كبارا وفي الأوقات كلها، وللأسف يظن البعض أن الأطفال لا يدركون شيئا وهذا خطأ كبير، وقد يؤدي رؤية الأطفال لمشاهد ممنوعة إلى إيقاظ المشاعر لديهم من قبل وقتها وبالتالي انحرافهم خلقيا او الاصابة بأمراض نفسية، ومن هنا تتضح لنا قيمة الحكم الشرعي الذي جاء به الإسلام قبل أربعة عشر قرنا بينما توصل إليه العلماء المعاصرون في عهد قريب، فيجب علينا توعية الآباء والأمهات بذلك وتعليم أولادهم الاستئذان حين الدخول الى غرفتهما واجتناب كل عمل قد يثير الأولاد ويحرك غرائزهم الدفينة قبل فوات الأوان، فعلى الآباء ان يعودوا أولادهم على الاستئذان، فإن الهدي النبوي أوجب الاستئذان.. أخرج البخاري عن نافع: «كان ابن عمر إذا بلغ بعض ولده الحلم لم يدخل عليه إلا بإذن».