بيروت - اتحاد درويش
قامت لجنة الصحة النيابية أمس بزيارة إلى الضاحية الجنوبية لبيروت منطقة حارة حريك حيث تفقدت المبنى الذي استهدف بغارة إسرائيلية يوم الثلاثاء الماضي، وقضى فيه القيادي في «حزب الله» فؤاد شكر مع ضحايا آخرين بينهم أطفال، إلى سقوط عدد من الجرحى وتدمير واسع في المنازل والمحال.
وعاد أعضاء اللجنة الجرحى في مستشفى بهمن المجاور للانفجار. وكانت المحطة الأولى في بلدية حارة حريك باستقبال من رئيس البلدية زياد واكد ونائبه أحمد حاطوم.
وترأس وفد اللجنة د. بلال عبدالله، وضمت النواب ميشال موسى، أمين شري، ملحم خلف، قاسم هاشم، حيدر ناصر، الياس جرادي وعدنان طرابلسي.
ثم توجهت اللجنة إلى مكان المبنى المدمر، وألقى النائب عبدالله كلمة أشار فيها إلى «أن اللجنة أرادت بأعضائها جميعهم أن تأتي إلى ضاحية بيروت الجنوبية، لتقول لأهلنا القاطنين هنا اننا نقف معهم. وكذلك لنقدم التعازي للشهداء ولمواساة الجرحى، ولنوجه رسالة إلى العدو الإسرائيلي بأننا لم نركع لا في 2000 و2006، واليوم أيضا لن نركع. وهذه رسالة سياسية باسم لجنة الصحة وباسم الزملاء الحاضرين والغائبين، للقول إننا كنا وسنبقى مع أهلنا في الضاحية وفي الجنوب وفي كل لبنان، في هذه اللحظة السياسية المناسبة لنكون في وحدة وطنية خارج كل التناقضات والتمايزات الموجودة. نقف في مواجهة عدو شرس ومتوحش كإسرائيل التي نشهد مجازرها في غزة وجنوب لبنان، ونحن هنا نشهد إحدى مظاهر الوحشية الإسرائيلية».
وتابع عبدالله: «نحن يد واحدة في لبنان وسنبقى يدا واحدة لنحمي هذا البلد. أما الرسالة الثانية فهي أيضا زيارة مستشفيات الضاحية لاسيما مستشفى بهمن المجاور للانفجار، لنقول للجهاز الطبي والتمريضي والعاملين في هذه المؤسسات أننا معهم».
ولفت عبدالله إلى «أن وزير الصحة يبذل جهودا كبيرة لتأمين كل المستلزمات الطبية المطلوبة للصمود ولدعم المستشفيات الحكومية والخاصة ومراكز الرعاية الصحية الأولية».
وأكد الجاهزية بالإمكانات المتواضعة للمواجهة أيا تكن الصعاب. وأضاف «وهذه الرسالة الوطنية الكبرى خارج إطار التناقضات الداخلية والمواقف الفئوية. هي رسالة ليست فقط لأهلنا هنا، بل هي للعدو ومفادها أن الشعب اللبناني لن يركع وسيقاوم وسيرد على كل اعتداء. المهم اتحادنا في هذه اللحظة الخطيرة على وجودنا في لبنان، فلا أحد يريد الحرب ولا أحد متحمسا لها ونعلم عواقب الحرب الشاملة التي يريدها الإسرائيلي، ولكن إذا حصلت فنحن يد واحدة».
بدوره، قال النائب د.جرادي: «جئنا اليوم باسم كل الشعب اللبناني مع ذات الرسالة والموقف. وعندما تكون هناك مواجهة بهذا الحجم لا تعد هناك موالاة ومعارضة بل شعب واحد ومواجهة واحدة».
وأكد جرادي أن «الطبيب الواحد يتحول في هكذا ظروف إلى الف طبيب وكلنا معا نعمل بالتضامن، وقد رأينا الجسم الطبي في حصار غزة والصمود الرائع الذي قدم فيه رسالة إنسانية لكل العالم، فكان المثال الذي يحتذى عن القطاع الطبي وكيف يكون في منتهى الإنسانية. والشعب اللبناني والقطاع الطبي على الرسالة نفسها والموقف عينه في مواجهة مع عدو الإنسانية».
من جهته، تحدث النائب شري عن الاحتياجات الطبية، فلفت إلى كيفية تأمينها بالحد الأدنى من شهرين إلى أربعة أشهر، «والأهم من ذلك أنه جرى تنسيق مع الجهات المستوردة للمشتقات الطبية».
وقال رئيس لجنة الصحة «ان مخزون الأدوية والمستلزمات الطبية يتراوح بين شهرين وأربعة أشهر، ووفق معلوماتي فان نقابة مستوردي الأدوية وضعت خطة ثانية في حال إغلاق المطار، على أن تكون هناك مستودعات في قبرص لتأمين الأدوية والمستلزمات عبر البحر».
وانتقل وفد اللجنة بعد ذلك إلى مستشفى بهمن، وكان في استقباله مدير المستشفى د.علي كريم، واطلع الوفد على أوضاع المستشفى والأضرار التي لحقت به جراء الغارة الإسرائيلية.
وأوضح أنه تم استقبال 46 جريحا عند وقوع الاعتداء وجرى معالجة 42 في خلال ساعتين. ولفت إلى ان المستشفى يعمل اليوم بشكل طبيعي، منوها بموقف الجسم الطبي والإداري والتمريضي.
وفي ختام الجولة تفقدت اللجنة الجرحى حيث بقي جريحان في المستشفى أحدهما في العناية الفائقة.
من جهة أخرى، تسلم وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال د. فراس الأبيض صباح أمس، شحنة مساعدات طارئة قدمتها منظمة الصحة العالمية، نقلتها طائرة إلى مدرج الشحن التابع لشركة «طيران الشرق الأوسط» في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت.
وبلغت زنة الشحنة 32 طنا من المستلزمات الطبية والأدوية المخصصة لمعالجة إصابات الحرب، في إطار رفع جهوزية القطاع الصحي لمواجهة أي تصعيد محتمل في العدوان الإسرائيلي على لبنان.
وحضر ممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان د.عبد الناصر أبو بكر.