بيروت ـ يوسف دياب
على مدى خمسة عقود، حولت عائلة لبنانية منزلها إلى مقبرة لأفراد الأسرة، وبقيت أسرارها الغريبة مدفونة مع الجثث، إلى ان اكتشفت الأجهزة الأمنية أمرها بالصدفة، في معرض التحقيق بجرائم سرقة موصوفة، اتخذ منها الأبناء وسيلة لكسب العيش.
المنزل الذي يقع في وسط بلدة كفرشيما في جبل لبنان، بدا أصحابه كأنهم يعيشون في الأدغال ويمارسون طقوسا لا تشبه حياة أبناء البلدة، فاختاروا العزلة التامة والانزواء الكامل، رغم أن بعضا من أفراد هذه الأسرة كانوا يغادرون المنزل لبعض الوقت بهدف السرقة وبيع المسروق، وبقي السر مدفونا مع الجثث إلى أن تقدم أبناء البلدة بشكاوى ضد الأخوين الياس الفتى وخريستو الفتى، بجرم «سرقة كابلات كهرباء وقطع حديد ومقتنيات منزلية وأسلاك شائكة». ولدى تنفيذ دورية أمنية عملية مداهمة للمنزل انكشف المستور.
وأفاد مصدر أمني بأنه «لدى فتح منزل إلياس وخريستو لمداهمته وتوقيفهما، انبعثت من داخله روائح كريهة للغاية، وتبين أنه لا يوجد في المنزل سوى والدتهما البالغة من العمر 90 سنة وتعاني من مرض الزهايمر. غير أن خريستو الذي هرب لبعض الوقت عاد وسلم نفسه للأجهزة الأمنية».
وأوضح المصدر لـ «الأنباء» أنه «لدى تفتيش المنزل عثرت الدورية الأمنية في احدى الغرف على خمس جثث، أربع منها عبارة عن هياكل عظمية، اثنان منها موضوعة داخل تابوتين خشبيين بالإضافة إلى جثة منتفخة».
ووفق المصدر اعترف خريستو وهو في العقد الخامس من العمر بأن الجثث «تعود اثنتان منها إلى شقيقيه اللذين قتلا نتيجة خلاف شخصي بينهما منذ أيام الحرب الأهلية في ثمانينيات القرن الماضي، وجثتان تعودان إلى الأب والجد اللذين توفيا منذ أكثر من 30 عاما، أما الجثة المنتفخة فتعود إلى شقيقه الياس الذي توفي قبل عشرة أيام، ولم تحدد أسباب وفاته بانتظار تقرير الطبيب الشرعي الذي كلف بالكشف على الجثة».
وقال المصدر إن النيابة العامة «أعطت إشارة بإجراء فحوص الحمض النووي الـ DNA للتثبت من هويات أصحابها»، مشيرا إلى أن العائلة «تعيش عزلة تامة عن محيطها وترفض الاختلاط بأي من أبناء المنطقة».