من حسن تربية الآباء لأبنائهم أمرهم بعبادة الله سبحانه وطاعته وأداء الصلاة لقوله تعالى: (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى) وقوله صلى الله عليه وسلم: «مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع» ومن توجيهه صلى الله عليه وسلم للآباء قوله: «أدبوا أولادكم على ثلاث خصال: حب نبيكم وحب آل بيته وتلاوة القرآن، فإن حملة القرآن في ظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظله مع أنبيائه وأصفيائه».
فلابد من تربية الأبناء تربية أخلاقية وغرس الإيمان في قلوبهم وتنشئتهم تنشئة عقدية صحيحة وكذلك وجوب العناية بهم وتعويدهم على القيم والفضائل ومكارم الأخلاق، أما إذا أهمل الطفل فسدت أخلاقه وتلوثت طباعه، وكل مسلم مسؤول أمام الله عز وجل عن نفسه وعن أهله وولده بما يجب عليه تجاههم من التربية الدينية والأخلاقية لقول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) وقوله صلى الله عليه وسلم: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته، وكلكم راع ومسؤول عن رعيته» فما أحوج الآباء والمربين الى غرس هذه الوصايا في نفوس الأبناء منذ نعومة اظفارهم، فإن الأبناء اذا شبوا على هذه الفضائل الإيمانية، فإننا سنجد جيلا كريما يبني ولا يهدم ويصلح ولا يفسد.
فالتربية الاسلامية تهدف الى سعادة الانسان في الدارين، وننشئ المواطن الصالح دينيا وخلقيا ووطنيا وانسانيا ليسهم في بناء مجتمع اسلامي وجيل قوي بدينه وأخلاقه نافع لنفسه وأهله ووطنه.