شهدت مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، حراكا جديدا مع استئنافها بجولة جديدة في القاهرة أمس، من أجل حلحلة «القضايا العالقة» والانتقال إلى بحث آليات تنفيذ الاتفاق المرتقب.
فقد طالبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي توجه وفدها إلى مصر برئاسة خليل الحية، بضمانات وتعهدات لتنفيذ ما سيتم الاتفاق عليه خلال المفاوضات وعدم الإخلال به، فيما يبحث الوفد الإسرائيلي النقاط الخلافية العالقة، وفي مقدمتها: محورا فيلادلفيا ونتساريم، وإعادة تشغيل معبر رفح.
وبحسب ما صرحت مصادر خاصة لقناتي «العربية» و«الحدث» الإخباريتين أمس، تعهدت «حماس» بحصر وتقديم قائمة كاملة إلى الوسطاء (مصر وقطر والولايات المتحدة)، بأعداد المحتجزين الإسرائيليين بشكل كامل سواء الأحياء أو الأموات، وذلك في حال تم التوصل الى اتفاق الهدنة.
وطلبت الحركة مزيدا من الوقت للقيام بذلك، مشيرة إلى أن القصف الإسرائيلي عطل عملية حصر المحتجزين سابقا.
من جهتهم، طلب الوسطاء من «حماس» تسليمهم قائمة تضم معلومات وافية عن المحتجزين المتبقين في غزة.
كذلك، طلبت القاهرة من الجانب الأميركي أن تقدم إسرائيل، من جهتها، «ضمانات مكتوبة» لتنفيذ بنود ما يتم الاتفاق عليه.
أما على صعيد القضايا العالقة، فأوضحت المصادر ذاتها أن وقف إطلاق النار بشكل كامل لا يزال محل خلاف. كما أن الجانب الإسرائيلي لا يزال يتحفظ على البند الخاص بوقف اغتيالات قادة الفصائل الفلسطينية.
وأضافت المصادر المطلعة أن إسرائيل وافقت بشكل مبدئي على تخفيف القيود عند عودة سكان شمال غزة إلى منازلهم.
وأشارت المصادر إلى أن الأسبوع الأول من سبتمبر المقبل سيشكل الموعد المبدئي لإعادة تأهيل معبر رفح تمهيدا لبدء تشغيله، لافتة الى أن إسرائيل طلبت مزيدا من الوقت لتسلم ردها بهذا الشأن.
كما أن تل ابيب لاتزال متمسكة بالبقاء في محور فيلادلفيا حتى نهاية العام الحالي، مع خفض مؤقت لأعداد قواتها المتواجدة هناك.
ولاتزال المشاورات جارية حول إمكانية تواجد بعثات دولية تراقب آلية العمل عند معبر رفح وتراقب دخول المساعدات، بحسب المصادر ذاتها.
كذلك، يرتقب أن يناقش الوسطاء احتمال إرساء هدنة مؤقتة تمتد لمدة 72 ساعة في غزة.
على صعيد التطورات الميدانية، تواصل إسرائيل قصفها مناطق متفرقة من غزة، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات، بينما أعلن الجيش الاحتلال عن مقتل ثلاثة ضباط احتياط في معارك بالقطاع يوم الجمعة الماضي.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لـ«حماس» في غزة استشهاد ما لا يقل عن 71 فلسطينيا وإصابة اكثر من 112 آخرين في ثلاث مجازر ارتكبتها قوات الاحتلال في القطاع خلال 24 ساعة.
وقالت الوزارة في بيان أمس ان حصيلة الشهداء الفلسطينيين ارتفعت منذ بدء الحرب الاسرائيلية على القطاع إلى 40405 شهداء و93468 مصابا.
إلى ذلك، أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني استشهاد المعتقل الجريح زاهر تحسين رداد (19 عاما) من بلدة (صيدا) قرب مدينة (طولكرم) في مستشفى تابع لسلطات الاحتلال.
وأوضحت الهيئة والنادي في بيان صحافي مشترك أمس ان الشهيد رداد اعتقل في 23 يوليو الماضي بعد قيام الاحتلال بإطلاق النار عليه واستخدامه درعا بشريا من خلال وضعه على مقدمة إحدى السيارات العسكرية التابعة له.
وقال البيان «إنه على مدار الفترة الماضية احتجز الاحتلال رداد بوضع صحي خطر وغير مستقر تحت أجهزة التنفس الاصطناعي بعد أن خضع لعدة عمليات جراحية وعقدت له عدة جلسات محاكم غيابية من قبل سلطات الاحتلال».
وأضافت أن سلطات الاحتلال قامت ايضا بعقد عدة جلسات محاكم غيابية له رغم وضعه الصحي وتم الإبقاء عليه معتقلا حتى استشهاده أمس.
واعتبر البيان أن ما حصل لرداد يمثل جريمة مركبة نفذها الاحتلال منذ لحظة اعتقاله وإطلاق النار عليه واستخدامه درعا بشريا والاستمرار في اعتقاله رغم وضعه الصحي الخطر لتضاف هذه الجريمة إلى سجل جرائم الاحتلال غير المسبوقة في مستواها منذ بدء حرب الإبادة الجماعية في غزة.
وحملت الهيئة ونادي الأسير الاحتلال كامل المسؤولية عن استشهاد رداد، موضحين انه من بين عشرات المعتقلين الذين تعرضوا لإصابات منذ بدء حرب الإبادة على غزة سواء من اعتقلوا بعد إصابتهم مباشرة أو من اعتقلوا بعد إصابتهم بفترات وما زالوا يواجهون جرائم طبية إلى جانب جملة الجرائم الممنهجة التي تصاعدت منذ السابع من أكتوبر الماضي.
دعا في كلمته أمام «ملتقى ألباخ 2024» بالنمسا إلى دعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية
أمين «التعاون الخليجي»: الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته المستمرة في غزة سبب الأزمات المتفاقمة في المنطقة
الرياض ـ كونا:- أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي أن الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين والانتهاكات المستمرة في غزة هما السبب الجذري للأزمات المتفاقمة في المنطقة.
ودعا البديوي في كلمته أمام (ملتقى ألباخ 2024) الذي يعقد في مدينة ألباخ في النمسا في الفترة من 24 - 26 أغسطس الجاري المجتمع الدولي إلى وقفة جادة للتصدي للاحتلال ومحاسبته على انتهاكاته المتواصلة ودعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية وفق حدود 1967.
كما جدد دعوة مجلس التعاون لدول الخليج العربية إلى عقد مؤتمر دولي تشارك فيه جميع الأطراف المعنية لمناقشة سبل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
ودعا البديوي أيضا إلى إصلاح ودعم دور الأمم المتحدة ووكالاتها في الحفاظ على السلام والأمن الدوليين وضمان عدم تهميشها في عصر يشهد عدم استقرار عالمي غير مسبوق معربا عن ايمان مجلس التعاون بأن الدعم الجماعي للأمم المتحدة أمر ضروري لتجاوز هذه الأوقات العصيبة والتمسك بمبادئ الحوكمة العالمية.
وأشار الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي إلى التحديات الجديدة التي تواجه الأمن الإقليمي والدولي، مبينا أن استخدام الدول للوكلاء المسلحين وزيادة خطر انتشار الأسلحة النووية وتطور الذكاء الاصطناعي في الحروب المعلوماتية هي عوامل تزيد من حدة التوترات.
وأكد أهمية الحلول الديبلوماسية لمنع النزاعات مستعرضا رؤية مجلس التعاون للأمن الإقليمي التي اعتمادت عام 2023.
وأوضح البديوي ان الديبلوماسية والتعاون الدولي يمثلان الركيزة الأساسية للاستراتيجية في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي والدولي وضمان السلام والأمن المستدامين، لافتا إلى مواصلة دول المجلس دعم الحلول السلمية للنزاعات.
وأضاف ان مبادرات المجلس الأخيرة تعمل على تعزيز الظروف الملائمة للمفاوضات والتأكيد على القانون الدولي والتمسك بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة بشأن السيادة والسلامة الإقليمية.
وأكد البديوي استمرار مجلس التعاون بتقديم المساعدات الإنسانية إدراكا منه للتأثير الشديد لهذه الصراعات على الأمن الغذائي ورفاهية المدنيين في المناطق المتضررة لافتا إلى جهود المجلس في اليمن والسودان ومناطق الأزمات الأخرى والتي تؤكد التزامه بتخفيف المعاناة الإنسانية.
الجدير بالذكر أن (ملتقى ألباخ 2024) الذي تنظمه وزارة الشؤون الأوروبية والدولية النمساوية، يعقد في إطار مبادرة الأمم المتحدة حول «الشراكات المتعددة الأطراف تعزيز التعاون».