بيروت - بولين فاضل
المتابع للساحة الفنية العربية لابد أن يلاحظ التعاون المثمر بين الممثلين اللبنانيين والسوريين، لانتاج افضل الأعمال الدرامية العربية، التي تحرص كبار المنصات والقنوات العربية على عرضها للمحتوى المطروح فيها والذي يناقش عدة قضايا اجتماعية وتاريخية بأسلوب مبسط ومفهوم للمشاهد العادي.
ولكن في ظل هذا التعاون هناك أصوات تحاول أن تزرع الفتنة بين الممثل اللبناني والسوري، وذلك من خلال تساؤلهم عمن له الفضل على الآخر في زيادة الشهرة والانتشار من خلال الدراما المشتركة؟.
البداية مع الفنان جورج خباز، الذي عمل مع أسماء كبيرة في الدراما السورية مثل عابد فهد وأمل عرفة وكاريس بشار، وهو يؤكد أنه لم يواجه عقدة أي ممثل هو أفضل، بل كان هناك توازن في التعاطي بين الممثلين في كل الأعمال.
وبحسب جورج، فإنه في التسعينيات أثمر التعاون بين القطاعين العام والخاص في سورية أعمالا تاريخية جميلة تلقفها الجمهور في الخليج وفي كل العالم العربي، وأدت إلى انتشار الممثل السوري أينما كان، فضلا عن عامل آخر هو أن المعهد العالي للفنون المسرحية في سورية والذي يقوم على أساتذة روس وسوريين صنع ممثلين مكتملي الأدوات، ويقول خباز إن هذا الأمر لا يعني أن الممثل اللبناني غير كفء، لكنه اليوم في المرحلة التي عرفها الممثل السوري في التسعينيات، وبدأ بالتالي يعرف ويزهر.
الممثلة ورد الخال من القائلين إن الممثل السوري ليس أهم من الممثل اللبناني، لكنه أكثر انتشارا ونجومية في الوطن العربي، وظروفه كانت سانحة له أكثر من الممثل اللبناني لتحقيق هذا الانتشار، لأنه في الوقت الذي كانت فيه الدراما السورية في الطليعة وانتشرت وصار السوريون بأعمالهم ونجومهم الرقم واحد في العالم العربي، كانت الدراما اللبنانية في تراجع.
وتقول ورد: ساهمت الدراما المشتركة في تحقيق السوريين شعبية ونجومية واسعة في لبنان مثل تيم حسن وباسل خياط وقصي خولي الذين عشقهم الجمهور اللبناني بفضل هذه الأعمال، وبالمقابل ساهم الممثلون السوريون من خلال الأعمال المشتركة في تعريف العالم العربي على الممثلين اللبنانيين.
أما الممثلة نوال كامل، فلا ترى لزوما للجدل المتكرر بين الفنانين اللبنانيين والسوريين، لاسيما أنها على قناعة بأن أحدا لا يقف وراء صعود الآخر أو تراجعه، بل إن كل ممثل مميز يثبت في الوقت المناسب، وتؤكد أنها تخجل مما نشهده من تماد في الكلام في هذا الموضوع، معتبرة أن الممثلين اللبنانيين لطالما شاركوا السوريين الأعمال، ومن العيب أن يكون هناك أي تفكير عنصري في الفن.
من جهتها، ترى الكاتبة نادين جابر أن هناك من يخونه التعبير، فيساء فهمه وينشأ جدل على خلفية الاعتقاد بأن هناك من يريد الإساءة إلى الممثل اللبناني، مبدية اعتقادها «بأننا لن ننتهي من هذا الجدل مع أن اللبنانيين والسوريين هم شعب واحد، والفن لا جنسية له».
وبحسب الممثل بديع أبو شقرا، فإن الجدل بين الممثلين اللبنانيين والسوريين غير صحي وفي غير محله، لأن التمثيل لا جنسية له وهو يعتمد على ثقافة معينة، والثقافة في هذه الحال مشتركة بين لبنان وسورية. ورأى بديع أن ما من ممثل لبناني وآخر سوري، بل هناك ممثل يليق به دور معين، فيتم اختياره على هذا الأساس.