تفاقمت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة بسبب التطورات الدراماتيكية المتسارعة والمتزامنة بشكل مزدوج في كل من الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.
فقد باتت الضفة المحتلة على «حافة انفجار كبير» بحسب وصف مسؤولين أمنيين كبار في تل أبيب، عقب مقتل 3 إسرائيليين في إطلاق النار نفذه سائق قرب «معبر اللنبي/ جسر الملك حسين» أو «معبر الكرامة» عند الحدود الأردنية مع الضفة، بحسب بيان للجيش الإسرائيلي، الذي قال إنه تم «تحييد» المهاجم.
وجاء الحادث بعد أيام من إعلان إسرائيل مواصلة عمليتها العسكرية المسماة «المخيمات الصيفية» في الضفة المحتلة رغم انسحابها من مدينة جنين.
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الهجوم قائلا: «هذا يوم عصيب وقاس»، بينما أعلنت وزارة الداخلية الأردنية أن الجهات الرسمية باشرت التحقيق في الهجوم.
وقال الجيش الإسرائيلي: «اقترب إرهابي من منطقة جسر اللنبي من الأردن في شاحنة، وخرج منها وفتح النار على قوات الأمن الإسرائيلية العاملة على الجسر».
وأضاف: «قوات الأمن قتلت الإرهابي، وأعلن عن مقتل 3 إسرائيليين نتيجة للهجوم».
وكانت السلطات الإسرائيلية قد ذكرت أن مسلحا قادما من الأردن قتل 3 إسرائيليين في هجوم قرب جسر الملك حسين في الضفة الغربية المحتلة، قبل أن ترديه قوات الأمن الإسرائيلية قتيلا بالرصاص.
وفي وقت لاحق، أعلن الجيش الإسرائيلي أن منفذ الهجوم أردني الجنسية ويدعى ماهر الجازي.
وأضاف انه يتحدر من منطقة أذرح شرق البتراء جنوب الأردن، ويبلغ من العمر 39 عاما، وفق ما نقلت هيئة البث الإسرائيلية، ناشرة صورة عن جواز سفره.
وأشار جيش الاحتلال إلى أن الشاحنة التي كان يقودها المهاجم قبل أن يترجل منها ويبدأ بإطلاق الرصاص نحو القوات الإسرائيلية، لم تكن مفخخة.
ويربط معبر اللنبي/ جسر الملك حسين «معبر الكرامة» الأردن بالضفة الغربية المحتلة، وهو المنفذ الوحيد للفلسطينيين إلى الأردن والعالم.
وهذا هو أول هجوم من نوعه على الحدود مع الأردن منذ السابع من أكتوبر 2023، عندما نفذت حركة «حماس» هجوما على جنوب إسرائيل.
من جهتها، وصفت «حماس» الهجوم بـ «البطولي»، معتبرة في بيان أنه «أتى ردا على جرائم إسرائيل».
وشددت القوات الإسرائيلية إجراءاتها العسكرية عند المدخل الشرقي لمدينة أريحا قرب الحدود الأردنية، وأغلقت «معبر الكرامة» لعدة ساعات عقب الهجوم، قبل أن تعلن إعادة فتحه مجددا.
جاء ذلك في وقت اتهم ضباط بالجيش الإسرائيلي حكومة نتنياهو بالتسبب في التصعيد الأمني في الضفة المحتلة، محذرين من أن ذلك قد يفجر الأوضاع لدرجة قد تقود إلى اندلاع انتفاضة شاملة، بحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت».
ونقلت الصحيفة عن ضابط كبير في قوات الاحتياط قوله إن «هذا الوضع لا يمكن أن يستمر، ونحن على شفا انفجار كبير» في الضفة الغربية.
وأضاف الضابط نفسه أن «المستوى السياسي يحاول أيضا إشعال حرب، وخاصة سموتريتش وبن غفير، والتي في أعقابها يطرد جميع الفلسطينيين، من الضفة وغزة، وعندها يكون بالإمكان تحقيق حلم أرض إسرائيل الكاملة بسيطرة يهودية حصرية».
وحسب «يديعوت أحرونوت».، فإن الرأي السائد في أوساط قيادة الجيش يعتبر أن «النجاحات في المستوى الحربي (في غزة والضفة) لا يترجمها المستوى السياسي إلى إنجازات إستراتيجية، لأنه بكل بساطة لا تتخذ قرارات ضرورية. لا يوجد قرار بشأن حكم مدني بديل لحكم حماس في غزة».
وفي قطاع غزة، ذكر مسؤولون أميركيون ان إدارة الرئيس جو بايدن أرجأت تقديم مقترح نهائي لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة «حماس» إلى «أجل غير مسمى».
ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن المسؤولين قولهم إن تأجيل تقديم المقترح الذي كان يسعى الرئيس بايدن للإعلان عنه جاء بسبب «العقبة الأخيرة المتعلقة بطلب (حماس) المفاجئ فيما يتعلق بالسجناء الذين ستفرج عنهم إسرائيل في حال تم التوصل إلى الاتفاق».
وأضافوا ان «الولايات المتحدة إلى جانب مصر وقطر كانت يعتقد في كثير من الأحيان ان الاتفاق في متناول اليد لكن المحادثات ظلت تتعرض للعرقلة سواء من إسرائيل أو حماس عبر تقديم مطالب جديدة».
وأوضحوا ان «الجانبين كانا متفقين مبدئيا على ان تفرج إسرائيل في مرحلة معينة عن مسجونين فلسطينيين يقضون عقوبة السجن المؤبد مقابل ان تفرج (حماس) عن جنود إسرائيليين لكن (حماس) طلبت كذلك في هذا الأسبوع ان تشمل الصفقة إطلاق سراح رهائن مدنيين آخرين وهو ما عرقل التوصل إلى اتفاق».
وأكدوا ان «التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة سيسهم ليس فقط في رفع المعاناة عن المدنيين الفلسطينيين وإطلاق سراح الرهائن ولكن أيضا في تجنب اندلاع حرب إقليمية أوسع نطاقا».
وأعرب المسؤولون الأميركيون عن اعتقادهم، وفقا للصحيفة، أن عددا من الرهائن الأميركيين الـ 7 المتبقين في غزة لايزالون على قيد الحياة وكان يمكن إطلاق سراحهم ضمن صفقة مكونة من 3 أجزاء، مؤكدين ان الإدارة الأميركية ستواصل العمل نحو التوصل إلى الاتفاق حتى وإن كانت فرص نجاحه «ضئيلة».
غزة ستكون «حاضرة» في الانتخابات الأميركية
واشنطن - وكالات: كشف استطلاع جديد للرأي بين الناخبين الأميركيين عن أن 7% من المستطلعة آراءهم قالوا إن غزة هي أهم القضايا بالنسبة لهم في تحديد تصويتهم في هذه الانتخابات، في حين أشار 15% منهم إلى أنها قضية مهمة جدا في هذه الانتخابات، بينما قال 33% إنها مهمة إلى حد ما، في مقابل 48% قالوا إن الحرب غير مهمة إلى حد ما لتصويتهم.
وأجرى المعهد العربي الأميركي استطلاعا على 2505 ناخبين أميركيين خلال الفترة من 31 يوليو إلى 1 أغسطس 2024، عن كيفية تأثير الحرب الإسرائيلية على غزة وسياسة واشنطن تجاهها على تصويتهم في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وأظهر الناخبون الأكبر عمرا تعاطفا واهتماما أكبر بما يحدث في غزة، وتعاطف 30% من المستطلعة آراؤهم مع إسرائيل، مقابل 13% مع الفلسطينيين، وتعاطف 29% مع الجانبين، في حين لم يتعاطف معهما 14%.
وبين الناخبين الجمهوريين، تعاطف 49% مع إسرائيل مقابل 5% فقط مع الفلسطينيين، وتعاطف 25% من المستقلين مع إسرائيل، مقابل 14% مع الفلسطينيين.
وبين الناخبين صغار السن، تعاطف 27% مع الفلسطينيين، مقابل 13% مع إسرائيل.