ياسر العيلة
احتفال غنائي طربــــي استـــثنائي شهده المسرح الوطني بمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، مساء الخميس الماضي، بعنوان «سفير الشجن» احتفاء بالمطرب الراحل يوسف المطرف، أحياها نجله النجم مطرف المطرف وسط حضور كبير من عشاق أغاني المطرب الراحـــل، وضم برنامج الحفل الـــذي كان «Sold Out» أجمل الأغانــــي التي قدمها المطرب الراحل في فترة الثمانينيات تحديدا، وهي الفترة التي شهدت تألقه بشكل كبير.
استقبل الجمهور مطرف بعاصفة من التصفيق كان لها بالغ الأثر عليه ليمتعهم بـ 20 أغنية رائعة تم تقديمها على جزأين تخللتهما استراحة لمدة نصف ساعة، الجزء الأول شدا فيه مطرف من خلال جلسة غنائية ضمت عددا من العازفين الذين سبق لهم مصاحبة والده في حفلاته السابقة، وهم د.بسام البلوشي على آلة القانون، وفيصل التميمي (الناي) ومبارك أبوعيد (الكمان) وبوعلي الريس (إيقاع)، حيث قدم معهم المطرف 6 أغنيات هي «قالوا مرادك» التي تفاعل معها الجمهور بشكل كبير لتشعل حماس الجميع، تلاها بأغنية «قالت سئمتك»، وأعقبها بأغنيات مثل «جاءت وقالت» و«سألتك نديمي» و«جاء يقول حبك فضحني» و«رموها»، وكشفت هذه الأغاني عن مدى عشق وولع الجمهور الكويتي للون العدني في الغناء، وشاهدنا ذلك من خلال تصفيق الحضور والغناء مع مطرف في كل أغنية قدمها، لتأتي الاستراحة وتهدئ من هذا الحماس الرهيب الذي سيطر على الأجواء.
بعد ذلك عاد مطرف من جديد، لكن في الوصلة الثانية رافقته فرقة موسيقية كبيرة ضمت أكثر من 30 عازفا بقيادة المايسترو وسام خصاف، ليبدأ مجددا في الإبحار مع جمهوره في رحلة طربية منوعة، بدأها بالأغنية الشهيرة «قلعة» التي ألهبت الحماس وردد الحضور كلماتها معه، ما يؤكد أن مطرف وجد صعوبة في اختيار 20 أغنية من أرشيف أعمال والده الراحل، وانه نجح في اختيار الأغنيات التي لها ذكريات عند الجمهور وتلامس مشاعرهم.
وواصل مطرف بعد أغنية «القلعة» وشدا بأغان مثل «ليش تشكيلي» و«صدفة» و«يا عالم السر» و«أعز الناس» و«يا هاجر»، واختتم الحفل الرائع بأغنية «يا ظبي ريم» ليقف الكثير من الحضور وهم يصفقون بحماس شديد له بعد هذا الحفل الأكثر من رائع، ولحالة السلطنة التي عاشوها في الأمسية، وبادلهم مطرف التحية وشكرهم على الحضور، ليسدل الستار على ليلة من أجمل ليالي هذا العام ولتكون هدية بسيطة قدمها ابن لوالده «سفير الشجن» الراحل يوسف المطرف.
مع أهل الصحافة والإعلام
على هامش الحفل، حرص المطرب مطرف المطرف على الالتقاء بأهل الصحافة والإعلام قبل صعوده على خشبة المسرح، وكان بصحبته المنتج أحمد سالم الهندي، الرئيس التنفيذي لشركة «إيفنتكوم» الجهة المنتجة والمنظمة للحفل، حيث قال مطرف: مشروع إقامة هذه الاحتفالية الخاصة بوالدي الراحل مشروع قديم جدا جدا، وكان هدفي تقديمه بالشكل اللائق لوالدي، رحمه الله، وتحقق ذلك في هذه الليلة.
وعن سبب عدم اختياره لمطربين آخرين يشاركونه الغناء في الحفل، أوضح: باختصار لا يوجد أحد يحس بهذه الأغاني، وتأثر بها مثلي على المستويين الفني والشخصي، مشيرا إلى انه كان يتمنى وجود أكثر من شخص يحضر الحفل، أولهم المطرب الكبير عبدالله الرويشد، متمنيا له الشفاء العاجل، وأيضا الفنان الكبير نبيل شعيل، كونهما من جيل والده الراحل، كما تمنى أيضا وجود صديقه المطرب أصيل ابوبكر سالم.
وأكد المطرف انه كان حريصا على تقديم الأغنيات مثلما قدمها والده من قبل من دون أي توزيع أو تحديث لأن الجمهور أحبها بهذا اللون، وأيضا لتحيي ذكريات الكثير منهم الذين استمعوا إلى تلك الأغاني وقت طرحها من قبل، لافتا إلى أن اختيار أغاني الحفل كان صعبا جدا بالنسبة له، خاصة أن رصيد والده الغنائي حافل وثري بالأعمال، لكنه أوضح انه ركز تحديدا على فترة الثمانينات.
واختتم مطرف حديثه بالإشادة بشركة «إيفنتكوم» المنظمة للحفل، قائلا: هذا ليس التعاون الأول لي معهم، والمنتج الشاب أحمد سالم الهندي اخوي وشهادتي فيه مجروحة، وحققنا تعاونات ناجحة من قبل، وأتمنى استمرارها، وأقول له «إلى الأمام يا بوسالم».
بدوره، كشف المنتج أحمد سالم الهندي عن أنه كان يخطط لهذا الحفل مع النجم مطرف المطرف منذ اكثر من عام ونصف العام، وانهما كانا حريصين على ظهور الأمسية بأجمل صورة، وهذا ما تحقق، مشيرا إلى أن والده رئيس مجلس إدارة شركة روتانا للصوتيات سالم الهندي «العراب الكبير» هو مرجعه الذي يستشيره في كل خطوة يخطوها، وكل يوم يستفيد من خبرته.
وعن حفلاتهم المقبلة، قال: لدينا العديد من الحفلات بدأنها بحفل «سفير الشجن»، والحمد لله حققت النجاح المتوقع، ولدينا يوم 3 أكتوبر حفل للنجم الكبير ماجد المهندس في قاعة «الأرينا» وقد سبق أن أعلنا عنه، بالإضافة إلى وجود أكثر من حفل قادم سنعلن عنها في حينها.
«كلمة حق لمن يستحق»
كل الشكر والتقدير للقائمين على مركز جابر الأحمد الثقافي ومنظمي الحفل على حسن تعاملهم مع وسائل الإعلام التي حضرت لتغطية الأمسية، وتسهيل مهمتهم على أكمل وجه، ونخص بالذكر المراقب العام بمركز جابر خالد علي الفيلكاوي، ومسؤول العلاقات العامة بالمركز بدر الزواوي، الذي كان «ما شاء الله عليه» دينامو الحفل بمعنى الكلمة، ومن إدارة البرامج والفعاليات بالمركز الشيخة حصة الصباح وفواز الفيلكاوي ومبارك الخليفة، ومن الإدارة الهندسية م.جاسم العتيق، وم.منصور البلوشي، ومن إدارة التنظيم آلاء الكندري، ومن إدارة النظم والمعلومات مريم الكندري، فجميعهم يستحقون الشكر لأنهم واجهة مشرفة لهذا الصرح الثقافي الكبير.