بيروت - ناجي شربل
في مشهد له دلالاته لما يمكن أن تصل إليه الأمور في حال استمرار الحرب وعدم انحسارها سريعا، باشر عدد من المؤسسات الخاصة اتخاذ إجراءات بينها تقليص ساعات العمل، كما حصل في مجمعات «أ ب ث» التجارية في ضبية والأشرفية وفردان، وحصرها بين الحادية عشرة قبل الظهر والثامنة مساء، بما فيها صالات السينما والمطاعم التي كانت تفتح حتى منتصف الليل. وبعثت إدارة المجمع برسائل نصية إلى زبائنها من حملة البطاقات الخاصة بها، والحاصلين على خدمة المواقف بالمجان.
ويخشى البعض أن ينعكس تقليص ساعات العمل على المعاشات الشهرية للموظفين، وهذا إجراء سبق العمل به من قبل المؤسسات السياحية والمطاعم خلال حرب يوليو 2006، والتي بادرت وقتذاك إلى خفض الرواتب بنسبة 50%، ودفع نصف راتب لموظفيها تاليا.
وعلى صعيد مطار بيروت، ازداد الضغط على الشركة الوطنية «طيران الشرق الأوسط - الخطوط الجوية اللبنانية»، التي أخذت على عاتقها تأمين مغادرة اللبنانيين وعدد من الأجانب عبر المرفق الجوي الوحيد في البلاد، في ضوء تعليق غالبية شركات الطيران العالمية رحلاتها إلى بيروت.
وتقوم «الميدل إيست» بإجلاء العائدين إلى عملهم بدول الخليج، في رحلات غير مباشرة إلى مطار القاهرة، على أن ينتقلوا من هناك عبر شركات طيران خليجية وطنية وخاصة إلى وجهتهم النهائية. وفي الخطوة اختصار للوقت الذي تستغرقه الرحلات إلى الخليج، وتعويضها بتكثيف الرحلات إلى محطات قريبة كالقاهرة واسطنبول في تركيا، كما تم دمج عدد من الرحلات برحلة واحدة يوميا من محطات خليجية للراغبين في العودة إلى البلاد.
حياتيا، شهدت الأسواق ضغطا في مناطق معينة لجأ اليها نازحون، وكثافة طلب على المواد الغذائية في السوبر ماركت. بينما طرحت العملة الأجنبية خصوصا الدولار الأميركي بقوة في السوق، نظرا إلى تدني قيمة الليرة اللبنانية، وتاليا الحاجة إلى أوراق نقدية كثيفة منها، في وقت يمكن التعويض بأوراق قليلة من العملة الخضراء.
وفي عملية تقديم مساعدات للنازحين، لجأت أحزاب وفاعليات سياسية إلى توفير خدمات فندقية في فنادق بعيدة من بيروت وبعضها في قرى وبلدات متوسطة الارتفاع، تضمنت تقديم «حزمة كاملة» لكل فرد مقيم، بتعرفة تدنت إلى 30 دولارا أميركيا مع تقديم ثلاث وجبات خفيفة لكل مقيم.
وانتشر رجال جمعية «كاريتاس» الإنسانية على مداخل عدد من المدارس الرسمية، وأشرفوا على توزيع مساعدات وفرتها الهيئة العليا للإغاثة. فيما عمل بعض مالكي آبار المياه الجوفية، على تقديم كميات من المياه بواسطة الصهاريج «تانكر» لملء خزانات المدارس يوميا. كذلك قام البعض بتوزيع مياه للشرب، بمبادرات فردية وأخرى عبر جمعيات أهلية.