بيروت - عامر زين الدين
غداة لقاء عين التينة الثلاثي بين الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي والزعيم وليد جنبلاط، تفاعل الحراك السياسي على خطين متوازيين، الاول قاده الرئيس ميقاتي تجاه البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، والثاني لجنبلاط ورئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" النائب تيمور جنبلاط، بإيفادهما عضو كتلة اللقاء الديموقراطي النائب وائل أبو فاعور للقاء كل من رئيس حزب "القوات اللبنانيّة" د . سمير جعجع في معراب، ورئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل (الخميس)، ورئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل في منزله في البترون (الجمعة)، وغيرهم من الشخصيات، بهدف اطلاعهم على أجواء لقاء عين التينة، التي بدورها تشرح رؤية الرئيس بري في لقاءاته مع النواب وممثلي الكتل النيابية.
وانطلقت مبادرة الثلاثي من مبدأ ما عكسه تنامي الاخطار الأمنية والعسكرية وما تترجمه ميدانياً من تداعيات لتلك الحرب، ووطأتها القاسية على مختلف المستويات السياسية والاجتماعية وقبل كل ذلك الأمنية.
وعملاً على إدارة المحركات السياسية بغية الاستفادة من اللحظة الحرجة التي يعيشها البلد ومناطقه المنكوبة والمهجرة، وجعلها فرصة ذهبية انسانياً اولاً لإبراز التضامن الداخلي، وبما يتيح ثانياً، على نحو متوازٍ، قرع باب الاستحقاق الرئاسي، الى جانب القرار الاممي 1701 وتطبيق مضامينه.
وفي هذا الصدد، ركز مصدر بالحزب "التقدمي الاشتراكي" في تصريح لـ"الأنباء" ، على ان "تحصين البلد امام المخاطر الماثلة يتطلب التضامن الداخلي وتعزيز دور المؤسسات لمواجهتها، والمتأتية من العدوان الإسرائيلي الذي بدأ دون أفق لحدوده، ومن ذلك اكتمال عقدها بانتخاب رئيس للجمهورية. ومادام الجميع متفقا على انجاز هذا الاستحقاق، يغدو الامر أسهل بنظر الاشتراكي، إذا ما اخذنا بالاعتبار التسهيلات التي قدمها الرئيس بري بتراجعه عن الحوار قبل جلسات الانتخاب".
وحول معوقات تسربت من قبل افرقاء التقاها ابو فاعور حول الفكرة التي انطلقت منها المبادرة، أكّد المصدر ان "جزءاً اساسياً من اللقاءات تمحور حول الطمأنة الى ان اللقاء (في عين التينة) لم يكن لخلق جبهة جديدة او حلفاً اسلامياً بوجه شركاء الوطن، وانما ادراكاً للتحديات والمخاطر التي تواجه البلد، وأنه لا بد من تحرّك ما، لكسر الجمود الحاصل على اكثر من مستوى، وخلق تفاهم وطني حول النقاط الأساسية الثلاثة لمواجهة المرحلة". واعتبر انه "من غير المقبول بتاتاً ان نبقى مكتوفي الأيدي أمام ما يجري من تطورات دراماتيكية متعاظمة على الساحة".
ويأمل "التقدمي" تفهم الجميع، "والارتقاء بمستوى المسؤولية السياسية والتاريخية، للالتقاء والتفاهم وطنياً على تسوية تضع البلد على سكة تحصين مؤسسات الدولة، وشخصية مقبولة لرئاسة الجمهورية لحل هذه المعضلة وحكومة فاعلة، تواكب مجريات الأحداث وما يمكن ان ينتج عنها سياسياً وأمنياً، ودور الجيش اللبناني حياله".
من جهة ثانية علمت "الأنباء" ان نتائج لقاء موفد جنبلاط والنائب باسيل كانت ايجابية، ويمكن البناء عليها كثيراً في نجاح المبادرة.