بدأ سكان العاصمة دمشق وباقي المحافظات بتحضير ما يستطيعون لمواجهة البرد الذي بدأ مع دخول فصل الشتاء، وما يحمله من منخفضات ودرجات حرارة متدنية.
ويتزامن ذلك مع ارتفاع أسعار المحروقات، خاصة المازوت، الذي يتراوح في السوق السوداء بين 19 و20 ألف ليرة سورية، أي ان تأمين 100 ليتر مازوت بالكاد تكفي شهرا واحدا من فصل الشتاء بمعدل استهلاك 3.3 ليترات يوميا مع التقنين، إلى ما بين 1.9 - ومليوني ليرة.
وسبق وأعلنت الحكومة بدء توزيع الدفعة الأولى من مازوت التدفئة، منذ بداية الشهر الجاري، إلا أن أحدا لم يحصل على مخصصاته بعد، كما أكد ذلك سائقو سيارات توزيع مازوت، بحسب تقرير لتلفزيون «سوريا».
ومن المتوقع وفقا لهذه الأزمة، ألا تستطيع الحكومة تأمين نصف الدفعة الأولى من مازوت التدفئة للعاصمة هذا العام، وأن تكون نسب التغطية تتراوح بين 35 و50% فقط أي أقل منها في السنوات السابقة، حين وصلت نسبة التغطية وفق تصريحات «حكومية» إلى 76% في شباط 2024، علما أن التوزيع بدأ في أيلول 2023. وعلى صعيد البدائل، وصل سعر طن الحطب الجيد في دمشق إلى 5.5 ملايين ليرة مرتفعا من 4.5 ملايين ليرة في مثل هذه الفترة من العام الفائت.
وأشار تجار لموقع تلفزيون سوريا، إلى أن أسعار الحطب قابلة للارتفاع مع دخول فصل الشتاء، في حين توجد أنواع أرخص مثل خشب «إم دي إف» المستعملة بنحو 3.8 ملايين ليرة للطن، وخشب «الملابن» بنحو 4 ملايين ليرة.
غير ان أن تأمين المحروقات ليس الأزمة الوحيدة للسوريين إذ ان ارتفاع اسعارها وندرتها، أدى ذلك إلى تأخر رسائل البنزين عن السيارات لنحو 20 يوما في بعض المحطات، بينما يتراوح وسطي معدل الحصول على مخصصات البنزين في محطات أخرى بين 14 و15 يوما، أي رسالتين بالشهر، حيث وصل سعر الليتر في السوق السوداء إلى 30 ألف ليرة.
وبالتالي لاتزال وسائل النقل العامة تعاني تخفيض مخصصات المازوت، ما أدى إلى أزمة نقل خانقة في العاصمة دمشق ممتدة منذ أكثر من 3 أشهر.
وتتزايد أزمة المحروقات في دمشق مع شح الكميات المهربة من لبنان، حيث كانت أغلب جرار الغاز وغالونات البنزين والمازوت التي تتوافر في السوق السوداء، مصدرها لبناني، إلا أن الحرب الدائرة في الجنوب وقصف إسرائيل للممرات بين سورية ولبنان، حدت من عملهم في التهريب.